ولما رجعوا من أحد إلى المدينة، وأرجف بهم المنافقون، وأظهروا الشماتة، طلب عمر بن الخطاب من النبي (صلى الله عليه وآله): أن يأمره بقتلهم، فرفض (ص) ذلك، لأنه مأمور أن لا يقتل من يتشهد الشهادتين (1).
وحين كان (ص) يقسم مالا، اعترض عليه أحدهم بأنه لا يعدل، فغضب (ص) حتى احمرت وجنتاه، فقال: ويحك فمن يعدل إذا لم أعدل؟!.
فقال أصحابه: ألا تضرب عنقه؟.
فقال: لا أريد أن يسمع المشركون أني أقتل أصحابي (2).
وقد قال (ص) ذلك أيضا حين أراد عبد الله بن عبد الله بن أبي أن يقتل أباه فراجع (3).
نعم، وهذه هي الخطة الحكيمة والصحيحة، لان قتله لأصحابه، معناه:
1 - أن لا يرغب أحد بعد في الدخول في الاسلام لأنه لا يرى فيه عصمة لنفسه، ولا يطمئن لمستقبله ووجوده. كما أن من دخل فيه يجد نفسه مضطرا للتخلي عنه، واختيار طريق الردة، فيما لو صدر منهم أي عمل سئ أحيانا له مساس بالحالة العامة، أو بشخص النبي (ص) دون ما يقع في نطاق التعدي على حقوق الآخرين وحرماتهم.