2 - أن يفسح المجال أمام أعداء الاسلام للقيام بحملة دعائية ضده، ومنع الناس من التعرف عليه والاهتداء بهديه، حيث يطعن أعداؤه عليه بأنه (ص) كسائر الملوك الذين يستفيدون من الناس حتى يحققوا أهدافهم، ثم يقتلون من ناصرهم على الظن والتهمة.
3 - ان ذلك ربما يدفع ضعفاء النفوس، ممن أظهروا الاسلام إلى التخلي عنه، ابتعادا بأنفسهم عن مواطن الخطر بزعمهم.
4 - أضف إلى ما تقدم: أن ذلك منه (ص) لربما يتخذ من قبل حكام الجور والانحراف ذريعة لقتل الأبرياء، والتخلص من خصومهم السياسيين، ثم يحتجون بأن رسول الله (ص) قد فعل ذلك.
5 - كما أنه لا يبقى مجال للتعصبات القبلية، التي ربما تؤدي إلى خروج قبيلة بكاملها من الاسلام. ولعله لأجل ذلك نجد أبا سفيان لا يثأر لأبي أزيهر الدوسي، وكان في جواره، ومنع ولده من ذلك أيضا، وقال له:
(أتريد أن تفرق بين قريش، فيقوى علينا محمد؟ لعمري ما بدوس عجز عن طلب ثأرهم) (1).
6 - هذا كله عدا عن أنه (ص) لو فعل ذلك، لخسر أبناء المقتولين، وإخوانهم، وكثيرا من عشائرهم، وأصبحت علاقاتهم به لا تقوم على أساس الحب، بل على أساس الخوف من سلطانه، الامر الذي سوف يدفع الكثيرين منهم للبحث عن منافذ للفرار، والتخلص من هيمنة رجل قتل أحباءهم بالأمس، ولربما تصل النوبة إليهم اليوم أو غدا.
الثالث: ان موقف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) من وحشي، وقوله له: غيب وجهك عني، ان دل علي شئ، فإنما يدل على أن وحشيا لم يكن مسلما حقا، إذ لا يمكن أن يقول النبي (ص) ذلك