العن رعلا وذكوان وعصية (قوله حتى أنزل الله ليس لك من الامر شئ) تقدم استشكاله في غزوة أحد وأن قصة وعل وذكوان كانت بعد أحد ونزول ليس لك من الامر شئ كان في قصة أحد فكيف يتأخر السبب عن النزول ثم ظهر لي علة الخبر وأن فيه إدراجا وأن قوله حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عمن بلغه بين ذلك مسلم في رواية يونس المذكورة فقال هنا قال يعني الزهري ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت وهذا البلاغ لا يصح لما ذكرته وقد ورد في سبب نزول الآية شئ آخر لكنه لا ينافي ما تقدم بخلاف قصة رعل وذكوان فعند أحمد ومسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله تعالى ليس لك من الامر شئ الآية وطريق الجمع بينه وبين حديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم دعا على المذكورين بعد ذلك في صلاته فنزلت الآية في الامرين معا فيما وقع له من الامر المذكور وفيما نشأ عنه من الدعاء عليهم وذلك كله في أحد بخلاف قصة رعل وذكوان فأنها أجنبية ويحتمل أن يقال إن قصتهم كانت عقب ذلك وتأخر نزول الآية عن سببها قليلا ثم نزلت في جميع ذلك والله أعلم * (قوله باب قوله تعالى والرسول يدعوكم في أخراكم وهو تأنيث آخركم) كذا وقع فيه وهو تابع لأبي عبيدة فإنه قال أخراكم آخركم وفيه نظر لان أخرى تأنيث آخر بفتح الخاء لا كسرها وقد حكى الفراء أن من العرب من يقول في أخراتكم بزيادة المثناة (قوله وقال ابن عباس إحدى الحسنيين فتحا أو شهادة) كذا وقع هذا التعليق بهذه الصورة ومحله في سورة براءة ولعله أورده هنا للإشارة إلى أن إحدى الحسنيين وقعت في أحد وهي الشهادة وقد وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مثله ثم ذكر المصنف طرفا من حديث البراء في قصة الرماة يوم أحد وقد تقدم بتمامه مع شرحه في المغازي * (قوله باب قوله أمنة نعاسا) (قوله حدثني إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو يعقوب) هو بغدادي لقبه لؤلؤ ويقال يؤيؤ بتحتانيتين وهو ابن عم أحمد بن منيع وليس له في البخاري سوى هذا الحديث وآخر في كتاب الرقاق وهو ثقة باتفاق وعاش بعد البخاري ثلاث سنين مات سنة تسع وخمسين ثم ذكر حديث أبي طلحة في النعاس يوم أحد وقد تقدم في المغازي من وجه آخر عن قتادة مع شرحه * (قوله باب قوله تعالى الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) ساق الآية إلى عظيم (قوله القرح الجراح) هو تفسير أبي عبيدة وكذا أخرجه ابن جرير من طريق سعيد بن جبير مثله وروى سعيد بن منصور بإسناد جيد عن ابن مسعود أنه قرأ القرح بالضم (قلت) وهي قراءة أهل الكوفة وذكر أبو عبيد عن عائشة أنها قالت اقرأها بالفتح لا بالضم قال الأخفش الفرح بالضم وبالفتح المصدر فالضم لغة أهل الحجاز والفتح لغة غيرهم كالضعف والضعف وحكى الفراء أنه بالضم الجرح وبالفتح ألمه وقال الراغب القرح بالفتح أثر الجراحة وبالضم أثرها من داخل (قوله استجابوا أجابوا ويستجيب يجيب) هو قول أبي عبيدة قال في قوله تعالى فاستجاب لهم أي أجابهم تقول العرب استجبتك أي أجبتك قال كعب الغنوي وداع دعا يا من يجيب إلى الندا * فلم يستجبه عند ذاك مجيب وقال في قوله تعالى ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات أي يجيب الذين آمنوا وهذه
(١٧١)