ابن إبراهيم الثعلبي إياه وكان طارد به أياما ثم راجع أبو حمو وصرفه سنة ثمان وسبعين فخرج من أعمال تلمسان وأبعد المذهب عنهم ونزل على ابن يملول بتوزر وطير الخبر إلى امامه في تلك الفتنة أحمد بن مزنى واغتبطوا بمكان أبى زيان وأن تمسكهم به ذريعة إلى اعتمال أبى حمو في مرضاتهم وإجابته إلى داعيهم وركض بريدهم إلى تلمسان في ذلك ذاهبا وجائيا حتى أعيت الرسل وانتهبت المذاهب ولم يحصلوا على غير المقاربة والوعد لكن على شرط التوثق من أبى زيان وبينما هم في ذلك إذ هجم السلطان على الجريد وشرد عنه أولاد أبى الليل الذين تكفل الرؤساء به بالمدافعة وافتتح قفصة وتوزر ونفطة ولحق يحيى بن يملول ببسكرة واستصحب الأمير أبا زيان فنزل على ابن مزنى وهلك لأيام قلائل كما ذكرناه واستحكمت عندها استرابة يعقوب بن علي شيخ رياح بأمره مع السلطان لما سلف منه من مداخلة هؤلاء الرهط وتمسكهم بحقويه والمبالغة في العذر عنهم ثم غدرته أنصاره من مشيخة الزواودة وانحاشوا إلى السلطان فأفاض عليهم عطاءه واختصهم بولايته فحدث لذلك منه نفرة واضطراب وارتحل إلى السلطان أبى العباس ليتمسك بذلك طرق التوثب من أبى زيان وربما دس لهم بمشارطة اعتقاله والقائه في غيابات السجون وفى مغيب يعقوب هذا طرق السلطان طائف من المرض أرجف له المفسدون بالجريد ودس لشيع ابن يملول بتحيزه إلى صبى من أبناء يحيى مخلف ببسكرة فذهل ابن المزني عن النسب لها ذهابا مع صاغية الولد وأوليائه وجهزهم لانتهاز الفرصة في توزر مع العرب المشارطين في مثلها بالمال وأغذوا السير إلى توزر على حين غفلتهم من الدهر وخف من الجند فجلى المنتصر وأولياؤه في الامتناع وصدق الدفاع وتمحضت بهذه الإنالة طاعة أهل توزر ومخالصتهم وانصرف ابن يملول باخفاق من السعي واليم من الندم وتملك للمكاره ووافق ببسكرة قدوم يعقوب بن علي فرجعه من المغرب فبالغ في تغييبهم بالملامة على ما أحدثوا بعده من هذا الخرق المتسع الغنى عن الراقع وكان السلطان لأول بلوغ الخبر باجلابهم علي توزر وممالأة ابن مزنى على ابنه وأوليائه أجمع النهوض إلى بسكرة وعسكر بظاهر الحضرة وفتح ديوان العطاء وجهز آلات الحصار وسرى الخب بذلك إليهم فخلصوا نجيا ونقضوا عنه آراءهم فتمحض لهم اعتقال أبى زيان الكفيل لهم بصريخ أبى حمو على زعمه فتعللوا عليه ببعض النزغات وتورطوا في اخفار ذمته وطيروا بالصريخ إلى أبي حمو وانتظروا فما راعهم الا وافده بالعذر عن صريخهم والإعاضة بالمال فتبينوا عجزه ونبذوا عهده وبادروا عليه السبيل لابي زيان والغدر به لما كان السلطان نكر عليهم من أمرهم فارتحل عنهم ولحق بقسنطينة وحملهم يعقوب بن علي على اللباد بالطاعة وأوفد ابن عمه متطارحا وشافعا فتقبل السلطان منه
(٣٩٣)