آخر لزيادة بن تمام بن عمار وفى رياح أيضا بطن من عمرة بن أسد بن ربيعة من نزار ويظعنون مع ناديهم (وأما من نزل من رياح) ببلاد الهبط حيث أنزلهم المنصور فأقاموا هنالك بعد رحلة رئيسهم مسعود بن زمام بتلك المواطن إلى أن انقرضت دولة الموحدين وكان عثمان بن نصر رئيسهم أيام المأمون وقتله سنة ثلاثين وستمائة ولما تغلب بنو مرين على ضواحي المغرب ضرب الموحدون على رياح هؤلاء البعث مع عساكرهم فقاموا بحماية ضواحيهم وتحيز لهم بنو عسكر بن محمد بن محمد من بنى مرين حين كانوا حربا لإخوانهم بنى حمامة بن محمد سلف الملوك منهم لهذا العهد فكانت بين الفريقين جولة قتل فيها عبد الحق بن مجيد بن أبي بكر بن جماعة أبو الملك وابنه إدريس فأوجدوا السبيل لبنى مرين على أنفسهم في طلب الترة والدماء فأثخنوا فيهم واستلحموهم قتلا وسبيا مرة بعد أخرى وكان آخر من أوقع بهم السلطان أبو ثابت عامر بن يوسف بن يعقوب سنة سبع وسبعمائة تتبعهم بالقتل إلى أن لحقوا برؤس الهضاب وأسنمة الربا المتوسطة في المرج المستبحر بازغار فصاروا إلى عدد قليل ولحقوا بالقبائل القادمة ثم دثروا وتلاشوا شأن كل أمة والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين لا رب غيره ولا معبود سواه وهو نعم المولى ونعم النصير عليه توكلنا واليه أنبنا واليه المصير نسأله سبحانه وتعالى من فيض فضله العميم ونتوسل إليه بجاه نبيه الكريم أن يرزقنا ايمانا دائما وقلبا خاشعا وعلما نافعا ويقينا صادقا ودينا قيما والعافية من كل بلية وتمام العافية ودوام العافية والشكر على العافية والغنى عن الناس وان يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وان يجيرنا من خزى الدنيا وعذاب الآخرة وان يرزقنا من فضله وكرمه ايمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع ومرافقة نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنان الخلد بمنه وكرمه انه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
(٣٦)