وهذا وإن لا يخلو عن مناقشة، لكن ربما يشهد له بعض الروايات التي ورد فيها الشك في الشئ بمعنى الشك في الوجود (1) أو حمل الإمام عليه السلام كلام السائل من الشك في الشئ على الشك في الوجود، فيظهر منه أن الشك في الشئ هو الشك في الوجود بحسب المتفاهم العرفي، ويضعف الاحتمال الآخر، فيقدم ظهور الصدر على ظهور الذيل، كرواية الصدوق المتقدمة حيث قال: قال الصادق عليه السلام: (إنك إن شككت أن لم تؤذن وقد أقمت فامض).
وهذا صريح في الشك في الوجود، فيكون المراد من سائر الفقرات هو الشك في الوجود، فترفع الاجمال على فرضه عن صحيحتي زرارة وإسماعيل اللتين يكون التعبير فيهما مشابها لما في المرسلة من الفقرات اللاحقة لهذه الفقرة الصريحة في الشك في الوجود.
وقد عرفت: أن إرسال الصدوق في مثل الرواية ونسبة القول إلى الإمام عليه السلام جزما لا يقصر عن توثيق أمثال الكشي (2) والنجاشي (3) والشيخ، فلا يجوز رفع اليد عن مثل هذا الظهور، باحتمال أن تكون المرسلة عين الصحيحتين نقلت بالمعنى، أو عين عبارة " الفقه الرضوي " تقريبا، وعلى فرض صحة الاحتمال يكون فهم الصدوق مؤيدا لما ادعيناه، ونعم التأييد.