الاستصحاب - مؤسسة نشر آثار الإمام الخميني - الصفحة ٢
الإبقاء العملي الذي هو وظيفة المكلف (1)، أو الحكم بالإبقاء من قبل الشارع (2).
ولا يخفى: أنه حينئذ يكون مسألة فقهية ولو في الاستصحابات الحكمية، فإنه على كلا التقديرين يكون وظيفة عملية غير ناظرة إلى الحكم الواقعي، ولا حجة عليه، ولا طريقا إليه.
وإما أن يكون حجة على الواقع، سواء كان أصلا اعتبر لأجل التحفظ على الواقع، كأصالة الاحتياط في الشبهة البدوية، أو طريقا كاشفا عنه كسائر الأمارات الكاشفة عن الواقع، فحينئذ يكون مسألة أصولية، وإطلاق الحجة عليه صحيح، فإن معنى الحجية هو كون الشئ منجزا للواقع، بحيث لو خالفه المكلف مع قيامه عليه يكون مستحقا للعقوبة.
مثلا: لو قام الدليل على وجوب الاحتياط في الشبهة البدوية، يصير الاحتمال حجة على الواقع، بمعنى أنه لو احتمل المكلف وجوب شئ فتركه، وكان واجبا واقعا، يصير مستحقا للعقوبة عليه، وهذا معنى تنجيز الواقع، والمنجز هو الحجة على الواقع، وليس المراد بالحجة في الأصول القياس المنطقي، وإن اشتبه على بعض الأعاظم حتى العلامة الأنصاري قدس سره (3).

١ - فوائد الأصول ٤: ٣٠٧، أجود التقريرات ٢: ٣٤٣، درر الفوائد: ٥٠٩.
٢ - حاشية الآخوند على الرسائل: ١٧٢ سطر ٣، حاشية الكفاية (تقريرات السيد البروجردي) ٢: ٣٣٩.
٣ - رسائل الشيخ الأنصاري: ٢ سطر ١٢، وقد اختاره المحقق الهمداني في حاشيته على الرسائل، وحكاه عن البعض أيضا العلامة الأنصاري: هو الشيخ مرتضى ابن الشيخ محمد أمين بن شمس الدين بن أحمد بن نور الدين بن محمد صادق الأنصاري، الإمام الفقيه المؤسس شيخ مشايخ الإمامية، وأحد جهابذة العلماء وأثبات المحققين، من ذرية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري السلمي الخزرجي، ولد في الثامن عشر من ذي الحجة عام ١٢١٤ ه‍ في مدينة دزفول، تفقه على عمه الفقيه الكبير الشيخ حسين الأنصاري، ثم على الفقيه السيد محمد نجل السيد علي الطباطبائي، والفقيه المتبحر شريف العلماء المازندراني، والمحقق المولى أحمد النراقي وآخرين، وتخرج من معهد درسه جماعة من أعاظم العلماء، منهم: السيد ميرزا محمد حسن الحسيني الشيرازي، والشيخ ميرزا حبيب الله الرشتي، والفقيه الشيخ جعفر التستري، والفقيه الكبير السيد حسين الكوهكمري التبريزي، والمحقق الشيخ محمد كاظم الخراساني وغيرهم، توفي ليلة الثامن عشر من جمادى الثانية عام ١٢٨١ ه‍، ودفن في النجف الأشرف.
انظر: أعيان الشيعة ١٠: ١١٧، ريحانة الأدب 1: 189، معارف الرجال 2: 399 / 410.
(٢)
الفهرست