غالبا، كما في قولك: " لا أبرح من هذا المكان حتى يؤذن المؤذن " (1) كناية عن دخول الوقت، أو عبارة عن البيان النقلي - ويخصص العموم بغير المستقلات، أو يلتزم بوجوب التأكيد وعدم حسن العقاب إلا مع اللطف بتأييد العقل بالنقل وإن حسن الذم، بناء على أن منع اللطف يوجب قبح العقاب دون الذم، كما صرح به البعض (2) -، وعلى أي تقدير فيدل على نفي العقاب قبل البيان.
وفيه: أن ظاهره الإخبار بوقوع التعذيب سابقا بعد البعث، فيختص بالعذاب الدنيوي الواقع في الأمم السابقة.
ثم إنه ربما يورد التناقض (3) على من جمع بين التمسك بالآية في المقام وبين رد من استدل بها لعدم الملازمة بين حكم العقل وحكم الشرع: بأن نفي فعلية التعذيب أعم من نفي الاستحقاق، فإن الإخبار بنفي التعذيب إن دل على عدم التكليف شرعا فلا وجه للثاني، وإن لم يدل فلا وجه للأول.
ويمكن دفعه: بأن عدم الفعلية يكفي في هذا المقام، لأن الخصم يدعي أن في ارتكاب الشبهة الوقوع في العقاب والهلاك فعلا من حيث