كشف الغطاء (ط.ق) - الشيخ جعفر كاشف الغطاء - ج ١ - الصفحة ٣٢
وقد تكون مفهومة مرادة ولا استعمال ككثير من المفاهيم والإشارات والتلويحات ونحوها وقد يفهم بلا استعمال ولا إرادة كالمعاني الحقيقية مع قرينة المجاز وقد يكون استعمال ولا إرادة كالكناية على الأقوى - البحث التاسع والعشرون - قد علم بالبديهة ان المدار في طاعة العبيد لمواليهم وساير المأمورين لأميرهم على العلم بمرادهم إما تصريحا أو من تتبع أقوالهم (أو أفعالهم) أو ما يقوم مقامه من مظنة عهدوا إليهم في اتباعها والعمل بها فلو تعلق حكم بشئ وعلمت أولوية اخر من داخل أو خارج أو ظنت من داخل فيكون من المفاهيم اللفظية أو علمت مساواته أو ظنت من داخل كذلك كان مثبتا لحكمه فالأولوية بقسميها وتنقيح المناط ومنصوص العلة لا ينبغي التأمل في اعتبارها وكذا ما ينقدح في ذهن المجتهد من تتبع الأدلة بالانبعاث عن الذوق السليم والإدراك المستقيم بحيث يكون مفهوما له من مجموع الأدلة فان ذلك من جملة المنصوص فان للعقل على نحو الحسن ذوقا ولمسا وسمعا وشما ونطقا من حيث لا يصل إلى الحواس فاعتبار المناطيق والمفاهيم والتعريضات والتلويحات والرموز والإشارات والتنبيهات ونحوها مع عدم ضعف الظن من مقولة واحدة إذ ليس مدار الحجية الا على التفاهم المعتبر عرفا - البحث الثلاثون - في أن ما صدر من الأقوال والأفعال الاختيارية عن الطبيعة لا بد ان يكون عن داع وغرض معتد به فوقوع الكلام من المتكلم من غير قصد هذيان ونحوه بل لابد ان يكون عن داع لغرض من الأغراض ثم قد لا يكون بقصد الخطاب وشبهه مما لا يتعلق بالأحكام كالتلاوة والاذان والإقامة وساير الاذكار والدعوات والتكرير للحفظ والتعليم للقران وانشاد الشعر والتلذذ بالغناء وذكر المعايب والهجو والمدح ونحو ذلك وقد يكون مما يتعلق بالأحكام إما بطريق الجعل كالنذر والايمان وأكثر الايقاعات وقد يكون بطريق الخطاب مجازا إما بطريق الوضع كالوصايا ونحوها من الوقفيات والسجلات وغيرها أو بطريق التعليق بمعنى تعلقه على وجود المخاطب مجازا أو التنزيل بتنزيل المعدوم أو الموجود الغائب منزلة الموجود أو الحاضر تجوزا وقد يكون بطريق الخطاب التحقيقي كل ذلك مع ذكر ما هو حقيقة في المخاطب من كاف الخطاب أو بائه أو يائه أولا مع ذكره كالخطاب بالحديث والنقل عن الحوادث ونحو ذلك والشرط في جواز القسم الأخير بقسميه بحيث يخرج عن السفه واللغو وجود المخاطب وحضوره في مجلس الخطاب ليعلم التوجه إليه وسماعه وفهمه ولو بمترجم حين الخطاب ومع التأخير يدخل في الوضع فان خلى عن شئ من ذلك كان سفها وظلة من العقل ولا يدخل في المجاز ولا فرق في الحال بين خطاب المخلوق وخطاب ذي العزة والجلال ولا بين الخالي عن الشروط منفردا أو منضما وتحقق خطاب المشافهة للموجودين والحاضرين بالنسبة إلى خطاب النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الطاهرين (ع) لا شك فيه ولا شبهة تعتريه واما فرضه بالنسبة إلى الخطابات القرآنية التي هي مورد البحث بين العلماء ففي غاية الاشكال لأنا لا نشك في أنه قد خلقت كلماته وكتب في اللوح المحفوظ قبل خلق الانسان ولو فرضنا تأخر خلقه إلى زمان بعثة نبينا صلى الله عليه وآله لم يكن للناس علم بصدور الخطابات وفقدت شرائطه بالنسبة إليهم وجبريل والنبي صلى الله عليه وآله راويان ومن البعيد ان يقال هما اللتان يخلق الله تعالى في لسانيهما الكلمات كما يخلقها في الشجر والمدر وغيرهما من الجمادات فجعله من خطاب الله تعالى على ظاهره حقيقة غير ممكن نعم يمكن ان ينزل على إرادة انه من باب الخطابات إلى النبي صلى الله عليه وآله أصالة فيملي عليهم مخاطبا لا راويا وفي ثبوته بحث والأقوى ان خطاب المشافهة على وجه الرواية من الرسول يقتضي الاختصاص باهل الحضور لأنه يستدعي اتحاد وجود المرسول إليه والمتلو عليه وحضورهما وهو المقصود بالمخاطب مشافهة فظهر اختصاص الخطاب بمن جمع الشرايط وتسرية الحكم إلى المعدوم فيما لم يقم دليل على الخلاف بالاجماع تحصيلا أو نقلا أو بجعل الخطاب من قبيل الوضع أو بالحاق ما في اللوح المحفوظ بالسجلات والحجج المدخرات أو من جهة السيرة المعروفة والطريقة المألوفة خلفا بعد سلف من تسرية حكم السالفين إلى اللاحقين من غير احتياج إلى برهان مبين وفي احتجاج الأئمة الطاهرين والعلماء الماضين بتلك الآيات بالنسبة إلى من غبر ومن هوات كفاية في اثبات المطلب وفيما تواتر معنى من الروايات كقوله حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة وقوله صلى الله عليه وآله حكمي على الواحد حكمي على الجماعة فلا فرق حينئذ بين المشتمل على صيغة الخطاب كلفظ افعل أو صيغة النداء كيا أيها الناس يا أيها الذين امنوا أو ضمير المخاطبين كحرمت عليكم أنتم الفقراء والخالي عن الجميع كالاخبار وبيان الاحكام مع الخلو عن الجميع ثم إما ان يكون بلفظ الجمع أو المثنى أو المفرد وينجز حكم خطاب الواحد إلى غيره من صفة وحكم الخ (الخلو) بالصنف إلى غيره ما لم تظهر الخصوصية على الأقوى وحكم النبي صلى الله عليه وآله إلى الأمة وحكمهم إليه وحكم الأئمة إلى غيرهم وحكم غيرهم إليهم وحكم الحاكم إلى الرعية وحكم الرعية إلى الحاكم وحكم الموجودين إلى المعدومين والغائبين إلى الحاضرين ما لم يتعلق بالصفات فيعلم بالمفهوم ان لها خصوصيات البحث - الحادي والثلاثون - في أن لزوم العمل بالقران في الجملة وفهم معانيه كذلك يكاد ان يلحق بالضروريات وبالمتواترات معنى فان من تتبع الروايات وامعن النظر في كلام الأئمة الهداة واطلع على احتجاجهم على أهل الكتاب وغيرهم بآيات الكتاب واحتجاج الأصحاب بها خلفا بعد سلف الحق المسألة بالضروريات مضافا إلى سيرتهم المألوفة وطريقتهم المعروفة في العمل به مع أنه المرجع في ترجيح الاخبار والميزان التي عليها المدار باتفاق جميع علماء الاعصار مع خلو أكثره عن تفسير الاخبار ومن أنكر ما قلناه ولم يذهب إلى ما حررناه فقد خالف قوله عمله وعمل الأئمة (ع) والعلماء الماضين في مخاطبة الناس حال الوعظ والنصيحة بالآيات المتعلقة بهما مع خلوها عن تفسير الأحاديث ثم لو كانت مفسرة لم يذكروا التفسير في موعظتهم فان أرادوا منهم فهم المعاني المفسرة
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 2
2 في أصول العقائد 3
3 في أصول الفقه 20
4 في القواعد المشتركة بين المطالب الفقهية 48
5 المقام الثاني فيما يتعلق بجملة العبادات بالمعنى الأخص 54
6 المقام الثالث في مشتركات العبادات البدنية 69
7 المقام الرابع في مشتركات الطهارة بالمعنى المجازي 72
8 المقام الخامس في الطهارة الداخلة في العبادات 73
9 المقام السادس في المشتركات بين الطهارات المائية 75
10 المقام السابع في المشترك بين الطهارات من العبادات 76
11 كتاب الصلاة 77
12 المبحث السادس في شرائط الصلاة 79
13 المطلب الأول في الطهارة المائية 80
14 المقام الثاني في بيان شروطها 84
15 المقام الثالث في الوضوء الاضطراري 90
16 المقام الرابع في ارتفاع الاعذار 93
17 المقام الخامس في انتظار أصحاب الاعذار 94
18 المقام السادس في بيان الواجب والشرط 94
19 المقام السابع فيما يستحب فيه الوضوء 96
20 المقام الثامن فيما يستحب في الوضوء 97
21 المقام التاسع فيما يكره في الوضوء 100
22 المقام العاشر في احكام الوضوء 101
23 البحث الثاني في الشك في الوضوء 103
24 البحث الثالث في معارضة الوضوء لغيره من الطهارات 104
25 في بيان الاحداث إجمالا وتفصيلا 106
26 في بيان احكام الاحداث 107
27 في بيان احكام التخلي 109
28 فيما يحرم التخلي فيه 110
29 في بيان احكام الاستنجاء 112
30 فيما يحرم الاستنجاء به 114
31 المطلب الخامس في كيفية الاستنجاء 115
32 المطلب السادس في حكم ما يستنجى به 115
33 المقام الخامس في سنن التخلي 116
34 المقام السادس في مكروهات التخلي 117
35 المقصد الثاني في الغسل 119
36 المقام الأول في بيان حقيقة الغسل 119
37 المقام الثاني في بيان اقسام الغسل 121
38 المقام الثالث في الغايات المتوقفة على غسل الجنابة 122
39 المقام الرابع في سنن الغسل وآدابه 124
40 المقام الخامس فيما يكره للجنب 125
41 القسم الثاني في غسل الدماء المخصوصة بالنساء 126
42 المطلب الأول في أقسامها 126
43 المطلب الثاني في كيفية التمييز عند اشتباه الدماء ما عدا دم الحيض 127
44 المطلب الثالث في الاشتباه بين الحيض وغيره 127
45 القسم الرابع في بيان اقسام ذوات الدم 129
46 المطلب الرابع في احكام الدماء الثلاثة 134
47 المقصد الثاني في احكام الحائض 135
48 المقصد الثالث في النفاس 138
49 المقصد الرابع في الاستحاضة 139
50 في الاحكام المشتركة بين اقسام الثلاثة 140
51 المبحث الثاني في احكام الاستحاضة الكثيرة 140
52 المبحث الثالث والرابع في حكمه الاستحاضة المتوسطة والقليلة 141
53 القسم الثالث في احكام الأموات 141
54 المبحث الثاني في الاحتضار 143
55 المبحث الرابع في تجهيز الميت 144
56 المبحث الخامس في غسل الميت 145
57 الفصل الثالث فيمن يجب على الناس تغسيله 146
58 الفصل الرابع في ماء الغسل 146
59 الفصل السادس في بيان حقيقة الغسل 147
60 المبحث السابع في الكفن 149
61 المبحث الثامن في صلوات الميت 151
62 الفصل الثاني والثالث في المصلى ومن يصلى عليه 151
63 الفصل الرابع في كيفية الصلاة 152
64 المبحث التاسع في الدفن وكيفيته 153
65 المبحث العاشر في بيان الأولياء 154
66 المبحث الحادي عشر في حكم من كان صورة من مبدء انسان مؤمن ومن في حكمه 155
67 المبحث الثاني عشر والثالث عشر في احكام الخلل وفي بيان كيفية بعد الدفن 156
68 القسم الرابع في غسل مس الأموات 158
69 البحث الثاني في الأغسال المسنونة 159
70 القسم الثالث في بيان تعداد ما سن من الأغسال للمكان 160
71 في بيان احكام الأغسال 162
72 المطلب الثاني في الطهارة الترابية 162
73 المقام الثاني في الشروط 164
74 المقام الثالث فيما يتيمم به 167
75 المقام الرابع في التيمم الاضطراري 168
76 المقام الخامس والسادس في سننه وآدابه ومكروهاته وفي الغايات المرتبطة به 169
77 المقام السابع في الاحكام 169
78 القسم الثاني في الطهارة الخبثية 170
79 القسم الثاني فيما كان من الحيوان نجسا 172
80 المطلب الثاني في احكام النجاسات 174
81 المقصد الثاني في بيان أحكامها العارضية 177
82 المطلب الثالث في المطهرات 178
83 المطلب الرابع في مستحبات التطهير 183
84 المطلب الخامس في الأواني 183
85 المطلب السادس في المياه 185
86 البحث الثاني في بيان احكام الكر 187
87 المقام الأول في واجبات الحمام 188
88 المقام الثاني في بيان مستحبات دخول الحمام 189
89 المقام الثالث في بيان مكروهات الحمام 190
90 في بيان احكام التوابع 190
91 ثامنها مبحث الأسئار 191
92 المقام الأول والثاني في مبحث مياه الآبار وكيفية تطهيره 192
93 المقام الثالث في بيان احكام الآبار 194
94 القسم الثاني في ماء المضاف 195
95 القسم الثاني من شرائط الصلاة اللباس 196
96 في بيان ما يكون عورة في الصلاة 197
97 المقام الثالث في بيان شروط الساتر وما يتبعها 199
98 المقام الرابع والخامس في بيان ما يستحب من اللباس وما يكره 202
99 القسم الثالث من شرائط الصلاة المكان 205
100 في بيان شرائط مكان المصلي 205
101 في بيان اشتراط عدم الاخلال بموضع السجود 209
102 المقام الثاني في بيان مستحبات مكان المصلي 210
103 المبحث الثالث في بيان فضيلة المساجد 211
104 المقام الثاني في بيان احكام المساجد 212
105 المقام الثالث في مكروهات مكان المصلي 214
106 خاتمة في بيان احكام البيوت والمساكن وتوابعها 216
107 القسم الرابع في القبلة 217
108 المبحث الأول والثاني في بيان معنى القبلة وطروق معرفتها 217
109 المبحث الثالث فيما يستقبل له 218
110 المبحث الرابع في احكام القبلة 219
111 القسم الخامس في أوقات الصلاة 221
112 البحث الأول والثاني في بيان أوقات الفرائض اليومية وفضيلتها 221
113 المقام الثاني في بيان أوقات نوافل اليومية 222
114 المقام الثالث في بيان احكام الأوقات 223
115 المبحث السابع في تعدد الصلاة اليومية 225
116 البحث الأول والثاني في بيان اعداد النوافل وكيفيتها 225
117 المبحث الثامن في بيان أفعال الصلاة 226
118 المقام الثاني في بيان كيفية الاذان 227
119 المبحث الثالث في بيان اقسام الاذان 228
120 البحث الثاني في احكام الاذان 229
121 المقام الثالث في بيان أفعال الواجبة للصلاة 232
122 المقام الرابع في بيان القنوت 245
123 في بيان التعقيب عقيب الصلاة 246
124 المقام الخامس في بيان ما يستحب فعله في الصلاة وما يكره 250
125 في بيان صلوات الجمعة 251
126 في بيان شرائط الصحة 252
127 البحث السادس فيما يستحب في صلوات الجمعة 254
128 البحث السابع في بيان احكام الجمعة 255
129 البحث الثامن فيما يستحب في صلوات الجمعة 256
130 المقام الثاني في بيان صلوات العيدين وأحكامهما 256
131 المقام الثالث في بيان صلوات الآيات 257
132 المبحث العاشر في بيان الصلاة الواجبة بالعارض 258
133 المبحث الحادي عشر في بيان النوافل المسماة من غير الرواتب 259
134 المبحث الثاني في احكام النوافل 263
135 المبحث الثاني عشر في صلوات الجماعة وأحكامها 264
136 البحث السادس في شرائط الإمامة 266
137 البحث السابع في احكام الجماعة 268
138 المبحث الثالث عشر في صلوات القضاء 270
139 المبحث الرابع عشر في بيان صلوات المسافر 271
140 المقام الثاني في بيان أحكامه 274
141 المبحث الخامس عشر في صلوات الخوف 276
142 المبحث السادس عشر في أسباب الخلل 277
143 في بيان الخلل في الشروط 278
144 المقصد الثاني في الخلل في الغايات والاجزاء 279
145 في بيان الزيادة في الركعات وغيرها 281
146 في بيان الشك في نقص الاجزاء 282
147 في بيان الشك المتعلق في الركعات 283
148 في بيان اقسام الشك واحكامه 284
149 في بيان ركعات الاحتياط 285
150 في بيان اجزاء المنسية وأحكامها 287
151 في بيان سجدتي السهو وكيفيتهما وأحكامهما 287
152 في بيان ما يبطل الصلاة عمدا ولا سهوا 289
153 في بيان مالا يبطل الصلاة عمدا ولا سهوا 290
154 في بيان وجوب رد السلام و عدمه 291
155 في بيان وجوب أسرار الصلاة 292
156 في بيان أسرار الشروط والمنافيات 293
157 في بيان أسرار أجزاء الصلاة 293
158 في بيان علة كون النوافل أربع وثلاثين ركعة 296