كشف الغطاء (ط.ق) - الشيخ جعفر كاشف الغطاء - ج ١ - الصفحة ٢٨
صلاح الدنيا والدلالة على التحريم لا يستلزم الدلالة على الفساد ولا يقتضيه إلا لأمر خارجي وهو ظهور إرادة عدم ترتب الأثر وهو الأخروي في العبادة والدنيوي في المعاملة وذلك مستتبع للفساد فتكون الدلالة في العبادة على الفساد من وجوه وفي المعاملة من وجهين وينكشف الحال بالنظر إلى النواهي الصادرة من كل مطاع إلى مطيع وفي استدلال الأئمة (ع) وأصحابهم بما في الكتاب أو الكتب السابقة أو كلام النبي صلى الله عليه وآله أو باقي الأنبياء عليهم السلام بما دل على النهي على الفساد كفاية في اثبات المطلوب فلا حاجة إلى الرجوع فيه إلى الاجماع على الحمل عليه ما لم يكن مناف له ولا إلى الشك في الدخول تحت العمومات ولا إلى الخروج عما اشتمل على لفظ التحليل ونحوه في بعض الأقسام ولا إلى لزوم منافاة الغرض لان الصحة ترغب إلى فعل المعصية ولا إلى أن المقام من المطالب اللغوية فيكفي قول الفقيه الواحد كما يكتفي بقول اللغوي الواحد لان القائلين منهم من أئمة اللغة والحاصل ان الأحكام الثلاثة من التحريم والكراهة بمعناها الحقيقي والإباحة تنافي بذاتها صحة العبادة والدال عليها بأي عبارة كان مفيد لفسادها بخلاف المعاملة فإنه لا ينافيها شئ منها لكن ما دل على النهي عنها بأي عبارة كان يفيد فسادها ظاهرا وإذا تعلق ما دل على الإباحة والكراهة بالعبادة أفاد صحتها لأنها لا يجوز الاتيان بها الا مع الصحة للزوم التشريع مع عدمها ثم الظاهر من شرطية الشرط ومانعية المانع وجوديتهما لا علميتهما من غير فرق بين الوضع والخطاب بين الامر بشئ والنهي عن شئ في عبادة أو معاملة الشرطية والمانعية دون مجرد الوجوب والتحريم البحث العشرون في أن للعموم صيغا تدل عليه حقيقة من غير حاجة إلى قرينة كما في جميع اللغات والا لزم الاتيان بالآحاد مفصلة وهو بين متعذر في كثير من المحال ومتعسر ولكان قول لا اله ولا خالق ولا واجب ولا نبي ولا كتاب ولا ثواب ولا عقاب في النشأتين لا يفيد فساد العقيدة كما أن قول لا إله إلا الله وان الله اله ورب ومعبود للكائنات أو للناس أو للخلائق أو لمن في الدنيا أو لما يكون منهم ومحمد نبي لهم وكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله حق لا يدل على صحة العقيدة ومن قذف الخلائق أو من في الدار مع كون بعضهم ممن يجوز قذفه أو مقرونا بصيغة أخرى من صيغ العموم بالزناء واللواط والكفر لم يكن عاصيا ولا مؤاخذا ولم تكن الأقيسة المعتبر فيها العموم المشتملة على شئ من الصيغ بنفسها منتجة ولم يمكن تحصيل قاعدة في تطهير أو تحليل أو صحة أو فساد من عموم في كتاب أو سنة مستندا إلى مجرد الصيغ ولم يعد من قال جاء جميع الحاج أو أهل البيت وقد جاء بعضهم كاذبا ويجري مثله في العام المخصوص ان خص بمبين ولو خلى عن الدلالة مع الاطلاق لم يكن قول لا إله إلا الله توحيدا وان خص بمجمل وكان محصورا كان مجملا والا جاز التمسك به كما سيجيئ بيانه فالعام المجرد عن المخصص والمقرون به حجة في افراده وعليه بناء التخاطب من قديم الدهر وسالف العصر وعليه المدار غالبا في الانشاء والاخبار ومن تتبع محال الخطابات وامعن النظر في الروايات واستقراء ما في الاحتجاجات الواردة عن الأئمة الهداة عد ذلك من الضروريات والبديهيات ثم إن صيغة العموم ان تعلق بها مخصص واتصل اتصال الجزء كالصفة ونحوها لم يخرج عن الحقيقة ومع الانفصال بالمرة لكونه عقليا أو سمعيا مستقتلا فالأقوى المجازية واما متصل اللفظ منفصل المعنى كالاستثناء وبدل البعض مثلا فيقوى الحاقه بالقسم الثاني وإن كان الحاقه بالأول لا يخلو عن قوة ولعل القول بالتفصيل في أن المستعمل ان أراد الاستثناء في الجميع متجوزا في الاسناد والاخراج من الصورة كان حقيقة في الاستعمال مجازا في الاسناد وان قصد الاستعمال في البعض والاستثناء قرينة فتعين عليه معرفة المخرج قبل الاخراج بخلاف السابق كان مجازا ويجري هذا الكلام في المخصصات راجعة بتمامها إلى الأول أو راجعا بعضها إلى البعض وتختلف صيغ العموم في الدلالة قوة وضعفا فان تعارضت فقليل الافراد أقوى من كثيرها والدال بالمنطوق من حيث هو كذلك أقوى مما دل بالمفهوم مع عدم المرجح العارضي والمفاهيم مختلفة قوة وضعفا والعام من وجه خاص من وجه اخر إذا عارض مثله قدم ما قلت افراده على ما كثرت فيه كل ذلك بعد ملاحظة القوة والضعف من جميع الوجوه الداخلة والخارجة من حيث السند أو المتن واما الأخص فان حصل بينه وبين الأعم شرايط التناقض فالأخص أقوى متنا ومتى جمع شرايط الحجية وإن كان ظني الجهتين حكم على الأعم وإن كان قطعي الصدور وإن كان كثير الافراد كأحل لكم ما وراء ذلكم انما حرم عليكم الميتة ونحو ذلك وإن كان عمومه محكما احتاج الخاص في تخصيص قطعي الصدور من كتاب أو سنة أو اجماع منقولين لفظيين متواترين إلى الجابر من شهرة أو قاعدة لان المدار على الظنون الاجتهادية وكذا لو كان الصدور ظنيا وكان لانجباره من داخل أو خارج أقوى ظنا من الخاص وكذا ان لم يجتمع شرايط التناقض لكن بين الحكمين تباين كما إذا كان في أحدهما أحد الأحكام الخمسة وفي الأخر غيره أو في أحدهما اثبات السبب أو الملزوم وفي الأخر نفي المسبب أو اللازم وتوهم ان العام إذا خص كان مجازا فيجيئ فيه احتمال جميع التخصيصات ويكون مجملا مردود بحكم اللغة والعرف وقوة المجاز وقرينة تخصيص المخرج بالاخراج وان وضع العام على ذلك النحو بان يكون كالقاعدة يخرج منه ما خرج ويبقى الباقي وانه بالنسبة إلى الباقي كالعام قبل الاخراج ولا يحكم على العام بما كانت حجيته مشروطة بفقد الدليل من أصالة براءة واستصحاب حكم وظنون قضى بحجيتها الاضطرار لانسداد طريق الاحتياط مع العلم بشغل الذمة ولولا ذلك لم تكن حجة كالشهرة وقول الأموات والخبر الضعيف غير المجبور في غير حكم الندب ونحوه واما خبر الواحد المعتبر
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 2
2 في أصول العقائد 3
3 في أصول الفقه 20
4 في القواعد المشتركة بين المطالب الفقهية 48
5 المقام الثاني فيما يتعلق بجملة العبادات بالمعنى الأخص 54
6 المقام الثالث في مشتركات العبادات البدنية 69
7 المقام الرابع في مشتركات الطهارة بالمعنى المجازي 72
8 المقام الخامس في الطهارة الداخلة في العبادات 73
9 المقام السادس في المشتركات بين الطهارات المائية 75
10 المقام السابع في المشترك بين الطهارات من العبادات 76
11 كتاب الصلاة 77
12 المبحث السادس في شرائط الصلاة 79
13 المطلب الأول في الطهارة المائية 80
14 المقام الثاني في بيان شروطها 84
15 المقام الثالث في الوضوء الاضطراري 90
16 المقام الرابع في ارتفاع الاعذار 93
17 المقام الخامس في انتظار أصحاب الاعذار 94
18 المقام السادس في بيان الواجب والشرط 94
19 المقام السابع فيما يستحب فيه الوضوء 96
20 المقام الثامن فيما يستحب في الوضوء 97
21 المقام التاسع فيما يكره في الوضوء 100
22 المقام العاشر في احكام الوضوء 101
23 البحث الثاني في الشك في الوضوء 103
24 البحث الثالث في معارضة الوضوء لغيره من الطهارات 104
25 في بيان الاحداث إجمالا وتفصيلا 106
26 في بيان احكام الاحداث 107
27 في بيان احكام التخلي 109
28 فيما يحرم التخلي فيه 110
29 في بيان احكام الاستنجاء 112
30 فيما يحرم الاستنجاء به 114
31 المطلب الخامس في كيفية الاستنجاء 115
32 المطلب السادس في حكم ما يستنجى به 115
33 المقام الخامس في سنن التخلي 116
34 المقام السادس في مكروهات التخلي 117
35 المقصد الثاني في الغسل 119
36 المقام الأول في بيان حقيقة الغسل 119
37 المقام الثاني في بيان اقسام الغسل 121
38 المقام الثالث في الغايات المتوقفة على غسل الجنابة 122
39 المقام الرابع في سنن الغسل وآدابه 124
40 المقام الخامس فيما يكره للجنب 125
41 القسم الثاني في غسل الدماء المخصوصة بالنساء 126
42 المطلب الأول في أقسامها 126
43 المطلب الثاني في كيفية التمييز عند اشتباه الدماء ما عدا دم الحيض 127
44 المطلب الثالث في الاشتباه بين الحيض وغيره 127
45 القسم الرابع في بيان اقسام ذوات الدم 129
46 المطلب الرابع في احكام الدماء الثلاثة 134
47 المقصد الثاني في احكام الحائض 135
48 المقصد الثالث في النفاس 138
49 المقصد الرابع في الاستحاضة 139
50 في الاحكام المشتركة بين اقسام الثلاثة 140
51 المبحث الثاني في احكام الاستحاضة الكثيرة 140
52 المبحث الثالث والرابع في حكمه الاستحاضة المتوسطة والقليلة 141
53 القسم الثالث في احكام الأموات 141
54 المبحث الثاني في الاحتضار 143
55 المبحث الرابع في تجهيز الميت 144
56 المبحث الخامس في غسل الميت 145
57 الفصل الثالث فيمن يجب على الناس تغسيله 146
58 الفصل الرابع في ماء الغسل 146
59 الفصل السادس في بيان حقيقة الغسل 147
60 المبحث السابع في الكفن 149
61 المبحث الثامن في صلوات الميت 151
62 الفصل الثاني والثالث في المصلى ومن يصلى عليه 151
63 الفصل الرابع في كيفية الصلاة 152
64 المبحث التاسع في الدفن وكيفيته 153
65 المبحث العاشر في بيان الأولياء 154
66 المبحث الحادي عشر في حكم من كان صورة من مبدء انسان مؤمن ومن في حكمه 155
67 المبحث الثاني عشر والثالث عشر في احكام الخلل وفي بيان كيفية بعد الدفن 156
68 القسم الرابع في غسل مس الأموات 158
69 البحث الثاني في الأغسال المسنونة 159
70 القسم الثالث في بيان تعداد ما سن من الأغسال للمكان 160
71 في بيان احكام الأغسال 162
72 المطلب الثاني في الطهارة الترابية 162
73 المقام الثاني في الشروط 164
74 المقام الثالث فيما يتيمم به 167
75 المقام الرابع في التيمم الاضطراري 168
76 المقام الخامس والسادس في سننه وآدابه ومكروهاته وفي الغايات المرتبطة به 169
77 المقام السابع في الاحكام 169
78 القسم الثاني في الطهارة الخبثية 170
79 القسم الثاني فيما كان من الحيوان نجسا 172
80 المطلب الثاني في احكام النجاسات 174
81 المقصد الثاني في بيان أحكامها العارضية 177
82 المطلب الثالث في المطهرات 178
83 المطلب الرابع في مستحبات التطهير 183
84 المطلب الخامس في الأواني 183
85 المطلب السادس في المياه 185
86 البحث الثاني في بيان احكام الكر 187
87 المقام الأول في واجبات الحمام 188
88 المقام الثاني في بيان مستحبات دخول الحمام 189
89 المقام الثالث في بيان مكروهات الحمام 190
90 في بيان احكام التوابع 190
91 ثامنها مبحث الأسئار 191
92 المقام الأول والثاني في مبحث مياه الآبار وكيفية تطهيره 192
93 المقام الثالث في بيان احكام الآبار 194
94 القسم الثاني في ماء المضاف 195
95 القسم الثاني من شرائط الصلاة اللباس 196
96 في بيان ما يكون عورة في الصلاة 197
97 المقام الثالث في بيان شروط الساتر وما يتبعها 199
98 المقام الرابع والخامس في بيان ما يستحب من اللباس وما يكره 202
99 القسم الثالث من شرائط الصلاة المكان 205
100 في بيان شرائط مكان المصلي 205
101 في بيان اشتراط عدم الاخلال بموضع السجود 209
102 المقام الثاني في بيان مستحبات مكان المصلي 210
103 المبحث الثالث في بيان فضيلة المساجد 211
104 المقام الثاني في بيان احكام المساجد 212
105 المقام الثالث في مكروهات مكان المصلي 214
106 خاتمة في بيان احكام البيوت والمساكن وتوابعها 216
107 القسم الرابع في القبلة 217
108 المبحث الأول والثاني في بيان معنى القبلة وطروق معرفتها 217
109 المبحث الثالث فيما يستقبل له 218
110 المبحث الرابع في احكام القبلة 219
111 القسم الخامس في أوقات الصلاة 221
112 البحث الأول والثاني في بيان أوقات الفرائض اليومية وفضيلتها 221
113 المقام الثاني في بيان أوقات نوافل اليومية 222
114 المقام الثالث في بيان احكام الأوقات 223
115 المبحث السابع في تعدد الصلاة اليومية 225
116 البحث الأول والثاني في بيان اعداد النوافل وكيفيتها 225
117 المبحث الثامن في بيان أفعال الصلاة 226
118 المقام الثاني في بيان كيفية الاذان 227
119 المبحث الثالث في بيان اقسام الاذان 228
120 البحث الثاني في احكام الاذان 229
121 المقام الثالث في بيان أفعال الواجبة للصلاة 232
122 المقام الرابع في بيان القنوت 245
123 في بيان التعقيب عقيب الصلاة 246
124 المقام الخامس في بيان ما يستحب فعله في الصلاة وما يكره 250
125 في بيان صلوات الجمعة 251
126 في بيان شرائط الصحة 252
127 البحث السادس فيما يستحب في صلوات الجمعة 254
128 البحث السابع في بيان احكام الجمعة 255
129 البحث الثامن فيما يستحب في صلوات الجمعة 256
130 المقام الثاني في بيان صلوات العيدين وأحكامهما 256
131 المقام الثالث في بيان صلوات الآيات 257
132 المبحث العاشر في بيان الصلاة الواجبة بالعارض 258
133 المبحث الحادي عشر في بيان النوافل المسماة من غير الرواتب 259
134 المبحث الثاني في احكام النوافل 263
135 المبحث الثاني عشر في صلوات الجماعة وأحكامها 264
136 البحث السادس في شرائط الإمامة 266
137 البحث السابع في احكام الجماعة 268
138 المبحث الثالث عشر في صلوات القضاء 270
139 المبحث الرابع عشر في بيان صلوات المسافر 271
140 المقام الثاني في بيان أحكامه 274
141 المبحث الخامس عشر في صلوات الخوف 276
142 المبحث السادس عشر في أسباب الخلل 277
143 في بيان الخلل في الشروط 278
144 المقصد الثاني في الخلل في الغايات والاجزاء 279
145 في بيان الزيادة في الركعات وغيرها 281
146 في بيان الشك في نقص الاجزاء 282
147 في بيان الشك المتعلق في الركعات 283
148 في بيان اقسام الشك واحكامه 284
149 في بيان ركعات الاحتياط 285
150 في بيان اجزاء المنسية وأحكامها 287
151 في بيان سجدتي السهو وكيفيتهما وأحكامهما 287
152 في بيان ما يبطل الصلاة عمدا ولا سهوا 289
153 في بيان مالا يبطل الصلاة عمدا ولا سهوا 290
154 في بيان وجوب رد السلام و عدمه 291
155 في بيان وجوب أسرار الصلاة 292
156 في بيان أسرار الشروط والمنافيات 293
157 في بيان أسرار أجزاء الصلاة 293
158 في بيان علة كون النوافل أربع وثلاثين ركعة 296