القراءة: قرأ ابن كثير، غير القواس (1): (ولا تيمموا) بتشديد التاء فيها وفي أخواتها، وهي أحد وثلاثون موضعا من القرآن. والباقون: (تيمموا) بالتخفيف.
الحجة: كلاهما بمعنى واحد. كأن ابن كثير رد الحرف الساقط في القراءة الأخرى، وأدغم لأنه كان في الأصل تاءان: تاء المخاطب، وتاء الفعل. فحذفت تاء الخطاب في القراءة العامة لئلا يتكرر حرفان مثلان، وتخف الكلمة.
اللغة: التيمم: التعمد. قال خفاف: (فعمدا على عيني تيممت مالكا). وقال الأعشى:
تيممت قيسا، وكم دونه * من الأرض من مهمه ذي شزن (2) يقال: أممت الشئ خفيفة، ويممته وأممته، ويممته وتيممته، بمعنى أي:
قصدته. ومنه الإمام لأنه المقصود المعتمد. والإمام أيضا خيط البناء، لأنه يمده ويعتمد بالبناء عليه. واليم: لجة البحر لأنه يعتمد به البعيد من الأرض. واليمام:
الحمام، لأنها تتعمد إلى أوكارها بحسن هدايتها. والخبيث: الردي من كل شئ.
وخبث الفضة والحديد: ما نفاه الكير، لأنه ينفي الردي. وأصله: الرداءة.
والإغماض في البيع: الحط من الثمن لعيب فيه، وذلك لإخفاء بعض الثمن بالحط له. والغموض: الخفاء. غمض يغمض فهو غامض. والتغميض للعين: إطباق الجفن. والغمض: النوم. والغمض: المطمئن من الأرض. وأصل الباب:
الخفاء. والإغماض: غمض البصر، وإطباق جفن على جفن، قال رؤبة:
أرق عيني عن الإغماض، * برق سرى في عارض نهاض (3) ثم صار عبارة عن التسامح، والتساهل في البيع.
الاعراب: قال الفراء: الأصل في (أن تغمضوا): أن مكسورة الهمزة، لأن الكلام في معنى الجزاء، وهو إن أغمضتم بعض الإغماض أخذتموه. ومثل (إلا أن يخافا)، (إلا أن يقيما حدود الله). وأنكر ذلك المحققون، قالوا: أن هذه التي بمعنى المصدر نحو: أن تأتيني خير لك. والمعنى: ولستم بآخذيه إلا لاغماضكم