أما والله! ما كان بأقدمنا إسلاما ولكن قد عرفت بأي شئ فضلنا، كان أزهدنا في الدنيا - يعني عمر بن الخطاب.
(46) حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن زبيد قال: لما حضرت أبا بكر الوفاة أرسل إلى عمر ليستخلفه، قال: فقال الناس: أتستخلف علينا فظا غليظا، فلو ملكنا كان أفظ وأغلظ، ماذا تقول لربك إذا أتيته وقد استخلفته علينا، قال: تخوفوني بربي! أقول:
اللهم أمرت عليهم خير أهلك.
(47) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن معروف بن أبي معروف الموصلي قال:
لما أصيب عمر سمعنا صوتا:
لبيك على الاسلام من كان باكيا * * فقد أوشكوا هلكى وما قدم العهد وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها * * وقد ملها من كان يوقن بالوعد (48) حدثنا وكيع عن هارون بن أبي إبراهيم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال:
دخل ابن عباس على عمر حين طعن فقال له: يا أمير المؤمنين! إن كان إسلامك لنصرا، وإن كانت إمارتك لفتحا، والله لقد ملأت الأرض عدلا حتى أن الرجلين ليتنازعان فينتهيان إلى أمرك، قال عمر: أجلسوني، فأجلسوه، قال: رد علي كلامك، قال: فرده عليه، قال: فتشهد لي بهذا الكلام عند الله يوم تلقاه، قال: نعم، قال: فسر ذلك عمر وفرح.
(40) حدثنا وكيع عن سلمة بن وردان قال: سمعت أنسا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " من شهد منكم جنازة؟ قال عمر، أنا: قال: من عاد منكم مريضا؟
قال عمر: أنا، قال: من تصدق؟ قال عمر: أنا، قال من أصبح منكم صائما؟ قال عمر: أنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت ".
(50) حدثنا محمد بن بشر ثنا مسعر عن موسى بن أبي كثير عن مجاهد قال: مر عمر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وعائشة وهما يأكلان حيسا، فدعاه فوضع يده، مع أيديهما، فأصابت يده يد عائشة، فقال: أوه، لو أطاع في هذه وصواحبها ما رأتهن أعين، قال: وذلك قبل آية الحجاب، قال: فنزلت آية الحجاب.