ب - عام لكل الأزمنة، لا يختص تشريعه بزمان خاص، قال أبو عبد الله الصادق ع: " حلال محمد حلال أبدا إلى يوم القيامة، وحرامه حرام أبدا إلى يوم القيامة، لا يكون غيره، ولا يجئ غيره " (1) ج - يتصدى لكل قضايا الانسان صغيرها وكبيرها، جليلها وحقيرها، فلا يهمل من شؤون الانسان شيئا أبدا.
قال أبو جعفر الباقر (ع): " إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة إلا أنزله في كتابه، وبينه لرسوله صلى الله عليه وآله، وجعل لكل شئ حدا و جعل عليه دليلا يدل عليه، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا " (2) 2 - الذي ورثه المسلمون من النصوص التشريعية يسير جدا بالنسبة إلى العدد الهائل (3) من المشكلات والأحداث المستجدة، أما الكتاب فأكثره عقيدة و مواعظ وقصص، ولا يتعدى آياته الواردة في الأحكام، الخمسمأة آية، بينها العام و الخاص، والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ. والمجمل والمبين إلى غير ذلك.
وأما السنة فما لم يصلنا منها أكثر مما وصلنا، فقد منع الخليفة الثاني من تدوينها فأمر قاضيه على المدينة أبا بكر محمد بن عمرو بن حزم أن يجمع الأحاديث فتوفي ابن عبد العزيز وقد جمع ابن حزم كتابا قبل أن يبعث به إليه (4) و قد أكلت هذه المدة أعمار من حملوا من الرسول صلى الله عليه وآله شيئا من العلم، فلم يبق من السنة إلا ما حمله عنهم فئة قليلة من التابعين.
ومن هذا الممر الضيق عبرت إلينا سنة الرسول صلى الله عليه وآله، و كان من الطبيعي أن لا يفي بكثير مما تمس فيه الحاجة إلى تشريع.
3 - اتساع رقعة الاسلام، ودخول الناس في دين الله أفواجا والتطور