أنوار قدسه وزهده وخلوصه وكراماته (1) " وقال المحدث الشيخ عباس القمي: " المولى الأجل العالم الرباني و المحقق الفقيه الصمداني مولانا أحمد بن محمد الأردبيلي النجفي، أمره في الثقة و الجلالة والفضل والنبالة والزهد والديانة والورع والأمانة أشهر من أن يحيط به قلم أو يحويه رقم، كان متكلما فقيها، عظيم الشأن جليل القدر رفيع المنزل أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم، وكفى في ذلك ما قال العلامة المجلسي ره: و المحقق الأردبيلي في الورع والتقوى والزهد والفضل بلغ الغاية القصوى، ولم أسمع بمثله في المتقدمين والمتأخرين جمع الله بينه وبين الأئمة الطاهرين (2) وبهذا يعرف أن شخصية المحقق الأردبيلي من النماذج الانسانية الفذة التي يصح أن توصف حقا - بأن الأمهات عقمت عن مثله، فهو بالإضافة إلى عبقريته العلمية التي لا يلبث قارئ كتاب - هذا شرح الارشاد - أن يعترف له بها، بعد تصفح يسير لما تضمنه من تحقيق وتدقيق، - أصبح مضرب الأمثال في الورع الطاهر والتقي النزيه، الذي رفع به إلى مصاف الصديقين الذين تشح بأمثالهم أرحام الأمهات. ولعل في بعض ما روته كتب التراجم من قضاياه النادرة القاء لبعض الضوء على شخصيته النادرة المثيل، وإليك طرفا منها:
بعض قضاياه وأحواله:
قال المحدث النوري في خاتمة المستدرك: " وفي الأنوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري أنه رحمه الله كان في عام الغلاء يقاسم الفقراء فيما عنده من الأطعمة ويبقى لنفسه مثل سهم واحد منهم وقد اتفق أنه فعل في بعض السنين الغالية ذلك، فغضبت عليه زوجته وقالت: تركت أولادنا في مثل هذه السنة يتكففون الناس، فتركها ومضى عنها إلى مسجد الكوفة للاعتكاف فلما كان اليوم الثاني جاء رجل مع دواب حملها الطعام الطيب من الحنطة الصافية و