أولا استثناء النبي (صلى الله عليه وآله) أموال بيت النار عن أموالهم فهذا يدل على وجود بيت النار فيهم، وثانيا في تأريخ الطبري عند ذكر محاكمة أفشين القائد في عصر المعتصم أن بابك خرم دين كتب إلى أفشين يستميله بأن هذا الدين الأبيض لم يبق له غيري وغيرك، ومراده من الدين الأبيض المجوسية، وراجع أيضا كتاب " الأبيض " " گاتها " في مكتبة الآستانة بقم، أن في لقب زردشت كلمة تدل على معنى بياض، ومن مجموع ما ذكر يقوى هذا الاحتمال.
وقال البلاذري: " قالوا: وكانت أرض البحرين من مملكة الفرس وكان بها خلق كثير من العرب من عبد القيس وبكر بن وائل وتميم مقيمين في باديتها وكان على العرب بها من قبل الفرس على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المنذر بن ساوى أحد بني عبد الله بن زيد... وعبد الله بن زيد هذا هو الأسبذي نسب إلى قرية بهجر يقال " الأسبذ " ثم نقل ما مر من أنهم كانوا يعبدون الفرس واختاره ياقوت في كلمة بحرين، ونقل شعرا يستفاد منه نسبتهم إلى ملك يقال له " اسبيدويه " وقد مر في كتابه (صلى الله عليه وآله) إلى المنذر بن ساوى للدعوة إلى الاسلام الكلام في كونهم من بني تميم أو من بعد القيس، وقد مر عن أبي عبيد عن بعض أنهم من الأزد.
ويظهر من الكتاب أنهم من الأزد حيث وصفهم " وآسد عمان " وآسد بمد أوله وضم ثانيه جمع أسد ويقرب ذلك أن يكون الصحيح " الأسديين " كما نقله أبو عبد عن بعض وإن كان خلاف ما صرح به اللباب والأنساب.
(راجع ما أسلفناه في كتابه (صلى الله عليه وآله) للمنذر) وما يستفاد من الأحاديث في الجزية من المجوس، راجع عبد الرزاق 6: 68 والسنن الكبرى 9: 190.
" آسد عمان " أو أزد عمان صار اسما لهذا البطن من الأزد، فإنهم لما تفرقوا من اليمن في غابر الزمان عند تصدع سد مآرب فلحقت الأوس والخزرج بيثرب وخزاعة بمكة، وما حواليها من أرض تهامة، ولحقت وادعة ويحمد وخزام وعتيك