طويل في تزويج خديجة (إلى أن قال) فقال خويلد ما الانتظار عما طلبتم اقضوا الأمر فان الحكم لكم وأنتم الرؤساء والخطباء والبلغاء والفصحاء فليخطب خطيبكم ويكون العقد لنا ولكم فقام أبو طالب عليه السلام فأشار إلى الناس أن انصتوا فأنصتوا فقال الحمد لله الذي جعلنا من نسل إبراهيم الخليل وأخرجنا من سلالة إسماعيل وفضلنا وشرفنا على جميع العرب وجعلنا في حرمه وأسبغ علينا من نعمه، وصرف عنا شر نقمته وساق الينا الرزق من كل فج (1) عميق ومكان سحيق (2) والحمد لله على ما أولانا وله الشكر على ما أعطانا وما به حبانا وفضلنا على الأنام وعصمنا عن الحرام وأمرنا بالمقاربة (3) والوصل وذلك ليكثر منا النسل وبعد فاعلموا يا معاشر من حضر أن ابن أخينا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) خاطب كريمتكم الموصوفة بالسخاء والعفة وهي فتاتكم المعروفة المذكور فضلها الشامخ وهو قد خطبها من أبيها خويلد على ما تحب من المال ثم نهض ورقة وكان إلى جانب أخيه خويلد وقال يزيد مهرها المعجل دون المؤجل أربعة آلاف دينار ذهبا ومائة ناقة سود الحدق حمر الوبر وعشر حلل (4) وثمانية وعشرين عبدا وأمة وليس ذلك بكثير عليكم قال له أبو طالب رضينا بذلك فقال خويلد قد رضيت وزوجت خديجة بمحمد (صلى الله عليه وآله) فقبل النبي صلى الله عليه وآله عقد النكاح. الخبر.
366 (4) كا 374 ج 5 - بعض أصحابنا عن علي بن الحسين عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يتزوج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على ورقة بن نوفل عم خديجة فابتدأ أبو طالب بالكلام فقال الحمد لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وأنزلنا حرما آمنا، وجعلنا الحكام على الناس وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه ثم إن ابن أخي هذا - يعني رسول الله صلى الله عليه وآله - ممن لا يوزن برجل من قريش الا رجح به، ولا يقاس به رجل الا عظم