____________________
واختل النظام لما جبل عليه كل أحد من أن يشتهي ما يحتاج إليه ويغضب على من يزاحمه فيه، وذلك القانون هو الشرع، ولابد من شارع يعين لهم منهجا يسلكونه لانتظام معاشهم في الدنيا، ويسن لهم طريقا يصلون به إلى الله، ويفرض عليهم ما يذكرهم أمر الآخرة، والرحيل إلى ربهم وينذرهم (1) وينادون فيه من مكان قريب، ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ولا بد أن يكون إنسانا لأن مباشرة الملك لتعليم الإنسان على هذا الوجه مستحيل، ودرجة باقي (2) الحيوانات أنزل من هذا فتعين أن يكون إنسانا، ولا بد من تخصيصه بآيات من الله دالة على أن شريعته من عند ربهم العدل القاهر الغافر المنتقم، ليخضع له النوع ويجب لمن وفق لها أن يقر بنبوته، وهي المعجزة وكما لابد في العناية لنظام العالم من المطر، والعناية لم تقصر عن إرسال السماء مدرارا لحاجة الخلق، فنظام العالم لا يستغني عمن يعرفهم صلاح الدنيا والآخرة، نعم من لم يهمل إنبات الشعر على الحاجبين للزينة لا للضرورة كيف يهمل من وجوده رحمة للعالمين وإقامته علما يهتدي به لسلوك صراطه المستقيم، فانظر إلى عنايته ولطفه تعالى كيف أعد لخلقة بإيجاد ذلك الشخص مع النفع العاجل السلامة في العقبى والخير الآجل، فهذا هو خليفة الله في أرضه وهو الإمام الذي نصبه علما لعباده ومنارا في بلاده.
فإن قلت: هذا البيان إنما يوجب بعثة النبي، الذي هو الشارع المبين للشريعة لا مطلق الإمام.
قلت: كما احتاج المكلفون إلى نبي يستفيد الشريعة والحكمة من الوحي فكذلك يحتاجون إلى حافظ لما بلغه النبي إلى الامة بعد فوته، إذ لا يمكنهم حفظ جميع أحكامه، والكتاب لا يفي بعد النبي بمعرفة الأحكام على وجه يرفع الاحتياج
فإن قلت: هذا البيان إنما يوجب بعثة النبي، الذي هو الشارع المبين للشريعة لا مطلق الإمام.
قلت: كما احتاج المكلفون إلى نبي يستفيد الشريعة والحكمة من الوحي فكذلك يحتاجون إلى حافظ لما بلغه النبي إلى الامة بعد فوته، إذ لا يمكنهم حفظ جميع أحكامه، والكتاب لا يفي بعد النبي بمعرفة الأحكام على وجه يرفع الاحتياج