____________________
المكنية قد توجد بدون التخييلية، وأن قرينتها قد تكون تحقيقية كاستعارة النقض لإبطال العهد، في قوله تعالى: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه (1) حيث استعار الحبل للعهد، وهي مكنية، ونبه عليها بذكر النقض، الذي هو إبطال تأليف جسم، وهي استعارة تحقيقية تصريحية، حيث شبه إبطال العهد به، وأطلق اسم المشبه به على المشبه، وهذا معنى قوله في الكشاف: شاع استعمال النقض في إبطال العهد، من حيث تسميتهم العهد بالحبل على سبيل الاستعارة، لما فيه من إثبات الوصلة بين المتعاهدين.
ومنه قول ابن التيهان في بيعة العقبة، يا رسول الله: إن بيننا وبين القوم حبالا، ونحن قاطعوها، فنخشى إن الله عز وجل أعزك، وأظهرك، أن ترجع إلى قومك.
وهذا من أسرار البلاغة ولطائفها، أن يسكتوا عن ذكر الشيء المستعار، ثم يرمزوا إليه بذكر شيء من روادفه، فينبهوا بتلك الرمزة على مكانه، ونحوه قولك:
شجاع يفترس أقرانه وعالم يغترف منه الناس لم تقل هذا، إلا وقد نبهت على الشجاع والعالم بأنهما أسد وبحر (2)، انتهى كلامه.
قال العلامة التفتازاني: استفدنا منه، أن قرينة الاستعارة بالكناية لا يجب أن تكون استعارة تخييلية، بل قد تكون تحقيقية (3).
وقال صاحب الكشاف: دل كلامه من غير تكلف، على أن الرادف المؤتى به قد يكون ما لا يستقل، والغرض منه التنبيه فقط، كما في مخالب المنية، وقد يكون ما يستقل وإن تفرع على الأول، كالنقض والاغتراف للإبطال والانتفاع، ونحن في ذلك نشايعه (4)، انتهى.
ومنه قول ابن التيهان في بيعة العقبة، يا رسول الله: إن بيننا وبين القوم حبالا، ونحن قاطعوها، فنخشى إن الله عز وجل أعزك، وأظهرك، أن ترجع إلى قومك.
وهذا من أسرار البلاغة ولطائفها، أن يسكتوا عن ذكر الشيء المستعار، ثم يرمزوا إليه بذكر شيء من روادفه، فينبهوا بتلك الرمزة على مكانه، ونحوه قولك:
شجاع يفترس أقرانه وعالم يغترف منه الناس لم تقل هذا، إلا وقد نبهت على الشجاع والعالم بأنهما أسد وبحر (2)، انتهى كلامه.
قال العلامة التفتازاني: استفدنا منه، أن قرينة الاستعارة بالكناية لا يجب أن تكون استعارة تخييلية، بل قد تكون تحقيقية (3).
وقال صاحب الكشاف: دل كلامه من غير تكلف، على أن الرادف المؤتى به قد يكون ما لا يستقل، والغرض منه التنبيه فقط، كما في مخالب المنية، وقد يكون ما يستقل وإن تفرع على الأول، كالنقض والاغتراف للإبطال والانتفاع، ونحن في ذلك نشايعه (4)، انتهى.