يحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المنافقون. ومنهما أن قوله " بل أخرج الدارقطني وروي معناه عن طرق كثيرة عن علي أنه قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلي رسول الله صلى الله عليه وآله عهدا لجاهدت عليه إلى آخره " مقدوح بعدم تسليم صحته مع أن أكثر ما ذكر فيه موافق لما أسبقناه من أن النبي صلى الله عليه وآله عهد إلى أمير المؤمنين عليه السلام أن لا ينازع مع أحد من الثلاثة ولا يسل السيف عند غصبهم الخلافة وحاصل الكلام المذكور أنه لو عهد النبي صلى الله عليه وآله إلي عهدا بأن أجاهدهم لأجل الخلافة لجاهدتهم ولكنه عهد إلي بالصبر والسكوت فامتثلت وصيته وحفظت عهده إلي أن مضوا لسبيلهم كما صرح به عليه السلام في الخطبة المشهورة الموسومة بالشقشقية أيضا. وأما قوله عليه السلام " لكنه صلى الله عليه وآله وسلم رأى موضعي وموضعه " فيحتمل أن يكون من قبيل رؤية علي عليه السلام موضع إراقة دم الحسين في أرض كربلاء قبل وقوع الواقعة وبالجملة يمكن أن يكون إخبارا عن رؤية ما جرى به حكم المشية التكليفية التابعة في الكون لاختيار المكلفين ولو بالاختيار السوء لا بحكم المشية الإرادية المساوقة للحكم الشرعي كما صرح به صاحب الأحباب من الصوفية الشافعية التفضلية حيث قال: فإن قلت فعلى هذا قد بين رسول الله صلى الله عليه وآله للخلافة ترتيبا فكيف خصصتها بعلي عليه السلام؟
(٢٨٧)