الفاقد للزيت، إما فرية ناشئة من العصبية، أو صادرة عنهم على سبيل التقية، كما سنوضحه بعون خالق البرية والظاهر أن هذا الشيخ الجاهل وأصحابه الوضاعين لنصرة المذهب زعموا أنهم إذا وضعوا خبرا ينتهي إسناده إلى مولانا الباقر والصادق عليهما السلام أو إلى عبد الله المحض وولده النفس الزكية رضي الله عنهما يغتر الشيعة بمجرد ذلك ويحكمون بأنه محض الصدق والصواب، ويعتقدون تزكية رجال إسناده ولو كانوا من ذوي الأذناب، فيقعون في مضيق الافحام، ويحصل لهم فضيح الإلزام، وهذه غباوة لا تخفى على الورى، وحماقة لا تصدر إلا عن الكرى، أطرق كرى أطرق كرى، إن النعامة في القرى.
وها أنا أبين ما في أكثر رواياته من أعمال التقية وجل ما زعمه من الدلائل القطعية واضرب صفحا عن التعرض للبقية تحرزا عن تكثير السواد، وتضييع الوقت والمداد، في توضيح الواضح من الفساد، فأقول: أما ما رواه عن عبد الله فبعد تسليم صحة سندها يتوجه عليه أن في عبارة متنها قرائن واضحة على أن السائل كان من أهل السنة وأن المسؤول عنه تكلم معه تقية:
أما أولا فلأن السائل سأل عن فعل عبد الله رضي الله عنه في المسح على الخفين وعدمه وهو قد أجابه بجواب غير مطابق لذلك السؤال فقال إن عمر كان يفعل ذلك حتى اعترض عليه السائل بأن جوابك غير مطابق لسؤالي ثم احتال رضي الله عنه في التخلص عنه بأن قال له " إن ذلك أعجز لك " ففي قوله رضي الله عنه هذا دليل. على أن السائل كان من أهل السنة إذ لو كان من شيعته وشيعة آبائه عليهم السلام لكان فعل عبد من عبيدهم أعجز له من فعل عمر وأخويه فضلا عنه رضي الله عنه.
وأما ثانيا فلأنه لولا ما ذكرناه لكان الظاهر من حاله أن يستند بما علمه في المسألة من فعل جده صلى الله عليه وآله أو آبائه عليهم السلام وحيث لم يستند بفعل أحد