من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه كيف دار " فلم ينصرف الناس حتى نزل قوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي " فقال النبي صلى الله عليه وآله:
الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الله تعالى برسالتي وبولاية علي بعدي.
ولا يخفى على من له شائبة من الانصاف أن مخاطبة الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله في آخر عمره ووداعه للدنيا بعد تبليغه الإسلام والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد وغيرها من أحكام الدين بقوله " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " ونزول النبي صلى الله عليه وآله في زمان ومكان لا يتعارف فيهما النزول وصعوده على منبر من الرحال وقوله في حق أمير المؤمنين عليه السلام " من كنت مولاه فعلي مولاه " ودعاءه له على الوجه المذكور ليس إلا لأمر عظيم الشأن جليل القدر كنصبه للإمامة لا لمجرد إظهار محبته ونصرته ونظائرهما سيما مع قوله " ألست أولى بكم من أنفسكم " ومع وقوع هذه الصورة بعد نزول الآية السابقة ونزول الآية اللاحقة بعدها لا بد أن يكون المراد من المولى المتولي المتصرف في أمور المسلمين لا الناصر والمحب ولا غيرهما من معاني المولى التي سيذكرها هذا الشيخ الجاهل تقليدا لأصحابه في تجويز حمل الحديث عليها فكان المعنى على ما أوضحناه أن عليا عليه السلام هو الأولى بالتصرف في حقوق الناس والتدبير لأمورهم بعدي ولا معنى للإمامة إلا هذا فتأمل.
60 - قال: ثانيها لا نسلم أن معنى الولي بل ما ذكروه بل معناه الناصر لأنه مشترك بين معان كالمعتق والعتيق والمتصرف في الأمر والناصر والمحبوب وهو حقيقة في كل منها وتعيين بعض المعاني المشترك من غير دليل يقتضيه تحكم لا يعتد به وتعميمه في مفاهيمه كلها لا يسوغ لأنه كان مشتركا لفظيا بأن تعدد وضعه بحسب تعدد معانيه كان فيه خلاف والذي عليه جمهور الأصوليين وعلماء البيان واقتضاه استعمالات الفصحاء للمشترك أنه