بعد مقام كما أشار إليه ابن أبي الحديد أيضا في قوله:
شعر * وليس بنكر في حنين فراره * ففي أحد قد فر خوفا وخيبرا * فلو تركه يختلط بالمحاربين لم يأمن أن يظهر من جبنه وخوره ما يكون سببا للهزيمة، وطريقا إلى استظهار المشركين فأجلسه معه ليكفي هذه المؤنة ويكفي في هذا الوجه أن يكون ما ذكرناه جائزا فتدبر.
45 - قال: وقال بعضهم: ومن الدليل على أنه أشجع من علي (عليه السلام) أن عليا (عليه السلام) أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بقتله على يد ابن ملجم فكان إذا لقي ابن ملجم يقول له متى تخضب هذه من هذه؟ وكان يقول: إنه قاتلي كما يأتي في أواخر ترجمته فحينئذ كان إذا دخل في الحرب ولاقى الخصم يعلم أنه لا قدرة له على قتله فهو معه كأنه نائم على فراش وأما أبو بكر فلم يخبر بقاتله وكان إذا دخل الحرب لا يدري هل يقتل أو لا فمن يدخل إلى الحرب وهو لا يدري ذلك يقاسي من الكر والفر، والجزع والفزع بما يقاسي بخلاف من يدخلها كأنه نائم على فراشه انتهى.
أقول: من أين علم هذا القائل الذي صوبه الشيخ المخطئ أن عليا عليه السلام علم ذلك بإخبار النبي صلى الله عليه وآله في أول أمره لا بالهام أو نور فراسة أو قرائن تظهر على صفحات وجه ابن ملجم عليه اللعنة وفلتات لسانه عند وجوده عليه اللعنة في أيام خلافته عليه السلام في الكوفة مع أن هذا الشيخ الكذوب الناسي لم ينسب ذلك عندما سيذكر في ترجمته عليه السلام إلى إخبار النبي صلى الله عليه وآله ولو سلم أنه صلى الله عليه وآله أخبره عليه السلام بقتله على يد ابن ملجم عليه اللعنة لكن لم يدله عليه بعينه حتى يعرض عنه في الحروب ويتعرض لغيره ولو سلم أنه دله عليه بعينه فالغالب