آمن على في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة،. ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل،. سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر " وفي آخر لابن عدي " سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب أبي بكر " وطرقه كثيرة قال العلماء: في هذه الأحاديث إشارة إلى خلافة الصديق، لأن الخليفة يحتاج إلى القرب من المسجد لشدة احتياج الناس إلى ملازمته له للصلاة بهم وغيرها انتهى.
أقول: أولا لا يخفى ما في الحديث الأول من ركاكة بعض فصوله، وعدم الارتباط بينها، الدالين على كونه موضوعا غير صادر عن الفصيح فضلا عن أفصح العرب عليه السلام ومما يلحق بذلك ما فيه من تعجب القوم عن بكاء أبي بكر إذ لا عجب في بكاء المؤمن السامع لوجود عبد خيره الله تعالى بين الدنيا والآخرة فيبكي لعدم ظن نفسه من ذلك القبيل إلا أن يكون تعجبهم لاستبعادهم إيمانه ولين قلبه عند ذكر الله تعالى، وذكر الصالحين المختارين.
وثانيا إنه معارض بما في مسند أحمد بن حنبل من عدة طرق " أن النبي صلى الله عليه وآله أمر بسد الأبواب إلا باب علي بن أبي طالب عليه السلام، فتكلم الناس فخطب رسول الله صلى الله عليه وآله، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي عليه السلام (1) فقال فيه قائلكم و، الله ما غلقت شيئا ولا فتحته ولكن أمرت بشئ فاتبعته " انتهى، وقد نقل هذا الشيخ الجاهل هذه الرواية فيما سيذكره من فضائل علي عليه السلام عن أحمد، وأيضا عن زيد بن أرقم، ثم ذكر في دفع المعارضة ما لا يجري عليه القلم، وأما حديث خوخة أبي بكر فلا يصلح لأن يكون موازيا في الدلالة