وقاتل صنوف من أبطال الجاهلية، وصاحب تقوى محفوف بالعصمة الأزلية، والموصوف بالقلة عالما بخياطة ركيكة، معطيا بفلس من الصفر، قاتلا لطير غير ذي ظفر، حاملا لتقوى مسبوق بالفسق أو الكفر، وما نحن فيه من فضائل علي عليه السلام وأبي بكر الخياط المعلم للصبيان كذلك كما لا يخفى وأيضا قد روى أخطب خوارزم " من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى يحيى زكريا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب " وفي رواية البيهقي " من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حلمه، وإلى إبراهيم في خلته، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب " والجامع لمثل هذه الصفات الفاضلة المتفرقة في جماعة من الأنبياء لا يمكن أن يكون في غيره صفة فاضلة راجحة على تلك الفضائل بل مساواته عليه السلام لكل واحد من هؤلاء الأنبياء عليهم السلام في صفة هي أخص صفات كماله يوجب أن يكون بمجموع تلك الصفات أفضل من كل واحد منهم فضلا عن أبي بكر...،... العباري عن الملكات الفاضلة مطلقا.
وأما الرابع والعشرون - فلأن ما ذكره " من أنه التبس هذا المقام على بعض من لا فطنة له فظن،. إلى آخره القضية فيه منعكسة إذ لا يلتبس على من له أدنى مسكة أن من لا يجوز إمامة المفضول مع وجود الفاضل ويبني صحة الخلافة على ظهور مزيد الفضل لا محيص له عن القول باستلزام الظن في الأفضلية الظن في الخلافة ومجرد تصريح بعضهم بأن خلافة أبي بكر قطعية لا يقدح في الاستلزام كما لا يخفى على من له شائبة من الشعور فقد ظهر أن الالتباس إنما وقع لابن حجر وأن رميه لغيره بعدم الفطنة إنما نشأ من سهم فطانته الأبتر، وقوس طبيعته الفاقد للوتر.
وأما الخامس والعشرون - فلأن قوله " ولك أن تقول إن أفضلية أبي بكر ثبتت