الإمام غير جائز قلت: هذا لم يعلم مدين دين النبي صلى الله عليه وآله على أصل الخصم إذ ليس هناك إمام منصوب منصوص من الله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وآله فمن أين علم وجوب الدفع إليه وعدم جوازه إلى غيره ولهذا دفعوا بنو حنيف صدقات قومهم إلى فقراءهم كما مر.
39 - قال: السادس أخرج مسلم عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر انتهى.
أقول: فيه بحث أما أولا فلظهور تهمة عائشة في مثل هذه الرواية من حيث جرها بذلك نفعا وشرفا لها ولأبيها، ومن حيث ظهور عداوتها لعلي عليه السلام، كما يدل عليه تصفح أخبارهم وتتبع آثارهم، منها ما أخرجه البخاري في صحيحه من قول عائشة " إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في مرضه ويده اليمنى على كتف رجل، واليسرى على كتف ابن عباس " وقول ابن عباس " أتعرف من الرجل الذي لم تسمه؟ قال:، لا قال: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأخرج أيضا في قضية الإفك قول عائشة " أما أسامة فقال بما يعلم من نفسه ومن براءة أهله: الزم أهلك، وأما علي (عليه السلام) فقال: النساء كثيرة ولن يضيق الله عليك وسل الجارية تصدقك الحديث " وكذا أخرج قول العثماني لآخر " أبلغك أن عليا كان فيمن رمى به عائشة بالإفك " وقال ابن قتيبة في كتاب السياسة والإمامة " لما قال طلحة لعائشة قد بويع علي ع فقال: ما لعلي يتولى على رقابنا؟ لا أدخل المدينة ولعلي فيها سلطان ورجعت " قال ولما أتى عائشة خبر أهل الشام أنهم ردوا بيعة علي عليه السلام، وأبوا أن يبايعوه أمرت فعمل لها هودج من حديد وجعل فيها موضع لعينها ثم خرجت ومعها طلحة والزبير و