فرع خلافتهما إلى آخره فالخلف فيه ظاهر لأنا لا نسلم أصل خلافة أبي بكر فضلا عن كونه أصلا بالنسبة إلى خلافة علي عليه السلام وهل هذا إلا مصادرة ظاهرة.
30 - قال: ومن تلك الآيات أيضا قوله تعالى: " وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " قال ابن كثير هذه الآية منطبقة على خلافة الصديق انتهى.
أقول: لا انطباق له بما قصده أصلا إذ لم يتحقق إلى يومنا هذا تبديل الخوف بالأمن في أكثر الأقطار ولا انتفاء الشرك بالكلية كما يدل عليه قوله تعالى " لا يشركون بي شيئا " وإنما تنطبق الآية على خلافة المهدي المنتظر عليه السلام لما دل الحديث المتواتر المتفق عليه في شأنه من أنه عند ظهوره يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
31 - قال: ومنها قوله تعالى " للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون " وجه الدلالة أن الله سماهم صادقين ومن شهد الله سبحانه بالصدق لا يكذب فلزم أن ما أطبقوا عليه من قولهم لأبي بكر يا خليفة رسول الله صادقون فيه فحينئذ كانت الآية ناصة على خلافته انتهى.
أقول: فيه نظر ظاهر لأنه قد وصف الله تعالى بالصدق من تكاملت له الشرائط المذكورة فمنها ما هو مشاهد كالهجرة والإخراج من الديار والأموال ومنها ما هو باطن لا يعلمه إلا الله تعالى وهو ابتغاء الفضل والرضوان من الله ونصرة الله ورسوله ولا ريب أن الاعتبار في