كون الله رابعا لكل ثلاثة مشترك وكونه ثاني اثنين الله ثالثهما تشريف زائد اختص الله أبا بكر به،. على أن المعية هنالك بالعلم والتدبير وههنا بالصحبة والموافقة فأين إحديهما من الأخرى؟ والصحبة في قوله " له صاحبه " مقرونة بما يقتضي الإهانة والإذلال وهو قوله " أكفرت " وفي الآية مقرونة بما يوجب التعظيم والاجلال وهو قوله " ولا تحزن إن الله معنا " والعجب أن الشيعة إذا حلفوا قالوا وحق خمسة سادسهم جبرئيل، واستنكروا أن يقال: وحق اثنين الله ثالثهما. انتهى.
أقول: فيه نظر أما أولا فلأن ما ذكره " من أن يكون الله رابعا لكل ثلاثة أمر مشترك، وكونه ثاني اثنين تشريف زائد اختص الله تعالى أبا بكر به " مردود بأن كونه ثاني اثنين إنما يكون شرفا وفضيلة له لو كان ثانيا مطلقا لكنه قد قيد كونه ثانيا بكونه في الغار وهذا الشرف كان حاصلا للحية التي لسعت أبا بكر في الغار كما قال الشيخ العارف الموحد الأوحدي قدس سره:
" شعر " بشب هجرت وحمايت غار * بدم عنكبوت وصحبت مار وإن احتمل أن يكون مراده بصحبت مار صحبت أبي بكر فافهم.
وأما ثانيا فلأن ما ذكره في العلاوة كاد أن يكون كفرا بالله ورسوله لدلالته على أن معية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصحبة والمرافقة أعظم وأشرف من معية الله تعالى له بالعلم والتدبير،. على أنا لا نسلم أن معية أبي بكر بالنسبة إلى النبي كان بالصحبة الاصطلاحية والمرافقة المعنوية.