قلت: إنما جاء الترتيب في إخباره عما يقع من حكم إلهي لا في إثباته صلى الله عليه وآله وسلم إياها حكما شرعيا فربما كان الحكم: ثابتا لكن يتأخر وقوعه إلى أجل أو لا يقع البتة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ترتيب وقوعها حكما إلهيا لا عن ثبوت ترتيبها حكما شرعيا انتهى وأما تتمة الخبر من قصة أبي بكر بالصلاة مع الناس من أنكر الموضوعات عند الشيعة كما مر بيانه وتأييده بإحدى الروايتين في ذلك للبخاري ويدل على كونه كذبا موضوعا اشتماله على ما لا يتكلم به عاقل فضلا عن إمام معصوم مؤيد مطالع للوح المحفوظ كعلي عليه السلام وهو القياس الفاسد الذي نبهنا على فساده فيما مر وقد تقدم لذلك في رد خامس أجوبة هذا الجامد عن خبر " من كنت مولاه فعلي مولاه " ما لا مزيد عليه فتبنه وتذكر. ومنها أن ما ذكره من نسبه استلزام نسبة علي عليه السلام إلى التقية دليلا على الجبن يستلزم أن يكون سيد الأنبياء جبانا ذليلا مقهورا أيضا بل يستلزم أن يكون أجبن وأذل وأشد مقهورية أعاذه الله من ذلك وذلك للإجماع على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن أقل شجاعة وقوة من علي عليه السلام (1) وهو مع كون
(٢٨٨)