قلتم أنهم أخافوه فلم يسعه إلا الهرب فالوصي أعذر فقام إليه بأجمعهم وقالوا يا أمير المؤمنين قد علمنا أن القول قولك ونحن المذنبون التائبون وقد عذرك الله تعالى انتهى ومما يعارض دعويهم الإجماع الطوعي على إمامة أبي بكر الإجماع على إمامة معاوية باتفاق الناس بعد تسليم الحسن عليه السلام الأمر له فكانوا بأسرهم مظهرين للرضا بإمامته وتنفيذ أحكامه وكافين عن النكير عليه حتى سمي ذلك العام عام الجماعة وكلما يدعى ههنا من إنكار باطن وخوف وتقية وعدم الطوع والرضا يمكن أن يدعى بعينه فيما تقدم وكذا يعارض أيضا بالإجماع على قتل عثمان وخلعه فإن الناس كانوا بين قاتل وخاذل وكاف عن النكير وهذه إمارات الرضا عندكم ويدل على ما ذكرنا ما سيذكره هذا الشيخ الجامد من أنه لما توفيت فاطمة استنكر علي عليه السلام وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر وأدل من ذلك عبارة صحيح البخاري حيث قال لما توفيت فاطمة عليها السلام تولت وجوه الناس عن علي عليه السلام فضرع إلى بيعة أبي بكر فإن لفظ ضرع صريح الالجاء والاكراه فافهم ويرشد إليه أيضا احتجاج علي عليه السلام يوم الشورى بما ذكره هذا الشيخ أيضا في هذا الكتاب وكذا الأشعار المنسوبة إليه في ديوانه الشريف الذي جمعه بعض الجمهور والملخص أن الدعوى لا يثبت إلا بالدليل أو بقبول الخصم والخصم وهم الشيعة ينكرون إمامة أبي بكر ولا دليل عقليا ولا نقليا لهم غير الإجماع المذكور وقد عرفت بطلانه آنفا فتكون إمامتهم باطلة وأما ما زعم من أن نزاعه عليه السلام مع أبي بكر كان أولى من نزاعه مع معاوية فساقط جدا بل الأمر بالعكس بطريق أولى فإن الفرق بين النزاع مع الشيوخ الثلاثة التي زعم القوم كونهم مستأهلين للخلافة الحقيقية الإلهية وكونهم من السابقين الأولين من المهاجرين الصديقين وبين النزاع مع معاوية الطليق الذي لم يدرك الإسلام في زمن
(٧١)