عنه عليه السلام بالصديق الأكبر أما الحديث الأول فظاهر جدا وأما الثاني فللتصريح فيه بأنه أفضل الصديقين الثلاثة فيكون أكبر وأكمل وحمل اللفظ على الفرد الأكمل المتبادر إلى الفهم عرفا أولى وأجدر، على أن ما وقع في الحديث الثاني من حصر الصديقين في الثلاثة بنفي كون أبي بكر من الصديقين أصلا ورأسا فضلا عن أن يكون مرادا من لفظ الآية والله ولي الصدق والتصديق، وبيده أعنة التحقيق وأزمة التوفيق.
101 - قال: الآية الخامسة قوله تعالى " ولمن خاف مقام ربه جنتان " أخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب أنها نزلت في أبي بكر انتهى.
أقول: لا نسلم صحة ما ذكره في شأن النزول لأنه خبر واحد مجهول عند الخصم وأقل خبر واحد يليق تلقيه بالقبول كونه مرويا عن اثنين من الفريقين كما أشرنا إليه سابقا هذا مع اقتضاء لفظ من الموصولة العموم والشمول.
102 - قال: الآية السادسة قوله تعالى " وشاورهم في الأمر " أخرج الحاكم عن ابن عباس أنها نزلت في أبي بكر وعمر. ويؤيده الخبر الآتي: إن الله أمرني أن أستشير أبا بكر وعمر انتهى.
أقول: بعد تسليم صحة الخبر لا دلالة في الآية على فضل أبي بكر وصاحبه عمر لجواز أن يكون ذلك الأمر لتأليف قلوبهم وتطييب خواطرهم لا للحاجة إلى رأيهم فغاية ما يلزم منها أن يكونا من مؤلفة القلوب وقال بعض مشايخنا قدس الله سره:
إن الله تعالى أعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن في أمته بل في صحابته الملازمين له كما مر من رواية البيهقي في دلائل النبوة وغيره من يبتغى له الغوائل، ويتربص به الدوائر، ويسر خلافه، ويبطن مقته، ويسعى في هدم أمره، وينافقه في دينه، ولم يعرفه أعيانهم، ولا دله عليهم