ومن أين يثبت العلم لمن لم يعلم من القرآن الذي عرضوه على رسول الله صلى الله عليه وآله مرارا معنى الأب والكلالة وغيرهما مما فصل في كتب الجمهور هذا وسيجئ منافي ذكر هذا الرجل للشبهة الثانية من شبه الشيعة ما يزيد المطلوب وضوحا فلا تغفل.
29 - قال: ومن الآيات الدالة على خلافته أيضا " قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما " فإن قلت يمكن أن يراد بالداعي في الآية النبي صلى الله عليه وآله أو علي عليه السلام قلت لا يمكن ذلك مع قوله تعالى " قل لن تتبعونا " ومن ثم لم يدعو إلى محاربة في حياته صلى الله عليه وآله إجماعا كما مر وأما علي عليه السلام فلم يتفق له في خلافته قتال لطلب الإسلام بل لطلب الإمامة ورعاية حقوقها وأما من بعده فهم عندنا ظلمة وعندهم كفار فتعين أن ذلك الداعي الذي يجب باتباعه الأجر الحسن وبعصيانه العذاب أحد الخلفاء الثلاثة وحينئذ فيلزم عليه خلافة أبي بكر على كل تقدير لأن حقية خلافة الآخرين فرع عن حقية خلافته إذ هما فرعاها الناشئان عنها المترتبان عليها انتهى أقول: قد علم مما قدمنا في تقرير الآية السابقة أن هذه الآية أيضا إنما تنطبق على علي عليه السلام في قتاله الطوائف الثلاثة ولو سلم أن مفاد هذه الآية ما فهمه هذا الشيخ الجامد فغاية ما يلزم منه ترتب الثواب على فعل المأمور به في الآية والعقاب على تركه من حيث أنه كان إطاعة أو مخالفة لله تعالى ولا يلزم منه ترتبها على مجرد إطاعة الداعي المذكور في الآية أو على مجرد مخالفته من حيث أنه إطاعته أو مخالفته حتى يلزم منه فضيلة الداعي وكون إطاعته مثلا من حيث إنه إطاعته مستلزما للثواب