وأما رابعا فلأنه يجوز أن يكون قوله " يأبى " من جملة مقول قول القائل أي يقول قائل يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر وبهذا القول تقع فتنة بين المسلمين وحينئذ لا دلالة للحديث على أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر عن إباء الله تعالى لخلافة غير أبي بكر كما فهموه فلا حجة على الشيعة أصلا.
40 - قال: السابع، أخرج الشيخان عن أبي موسى الأشعري قال: مرض النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس. قال العلماء: في هذا الحديث أوضح دلالة على أن الصديق أفضل الصحابة على الإطلاق، وأحقهم بالخلافة وأولاهم بالإمامة، وقد استدل الصحابة أنفسهم بهذا على أنه أحق بالخلافة، منهم عمر ومر كلامه في فصل المبايعة ومنهم علي (عليه السلام) فقد أخرج ابن عساكر عنه " لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه أن يصلي بالناس وإني لشاهد وما أنا بغائب وما بي مرض فرضينا لدنيانا، ما رضيه النبي صلى الله عليه وسلم لديننا. ووجه ما تقرر من أن الأمر بتقديمه للصلاة كما ذكر فيه الإشارة أو التصريح بأحقيته بالخلافة أن القصد الذاتي من نصب الإمام العالم إقامة شعائر الدين على الوجه المأمور به من أداء الواجبات وترك المحرمات، وإحياء السنن، وإماتة البدع، وأما الأمور الدنيوية وتدبيرها كاستيفاء الأموال من وجوهها وإيصالها لمستحقيها ودفع الظلم ونحو ذلك فليس مقصودا بالذات بل ليتفرغ الناس لأمور دينهم إذ لا يتم تفرغهم له إلا إذا انتظمت أمور معاشهم بنحو الأمن على الأنفس والأموال ووصول كل ذي حق إلى حقه فلذلك رضي النبي صلى الله عليه وسلم لأمر الدين وهو الإمامة العظمى أبا بكر بتقديمه للإمامة في الصلاة كما ذكرنا ومن ثمة أجمعوا على ذلك كما مر.
أقول: هذا الحديث المروي عن أبي موسى الأشعري مقيم الفتنة ومضل