يكون في أمر دنيوي لا اختصاص له بالخلفاء الحقيقية.
35 - قال الثاني: أخرج أبو القاسم البغوي بسند حسن عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول " يكون خلفي اثنا عشر خليفة أبو بكر لا يلبث إلا قليلا " قال الأئمة: صدر هذا الحديث مجمع على صحته وارد من عدة طرق أخرجه الشيخان وغير هما فمن تلك الطرق " لا يزال هذا الأمر عزيزا ينصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش " رواه عبد الله بن أحمد بسند صحيح ومنها " لا يزال هذا الأمر صالحا " ومنها " لا يزال هذا الأمر ماضيا " رواه أحمد ومنها " لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا " ومنها " إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة " ومنها " لا يزال الإسلام عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة " رواها مسلم ومنها للبزار " لا يزال أمر أمتي قائما حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش " زاد أبو داود فلما رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا ثم يكون ماذا قال: ثم يكون الهرج " ومنها لأبي داود " لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم يجتمع عليه الأمة " وعن ابن مسعود بسند حسن أنه سئل " كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال: سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اثني عشر كعدة نقباء بني إسرائيل " قال القاضي عياض: لعل المراد بالاثني عشر في هذه الأحاديث و ما شابهها أنهم يكونون في مدة عزة الخلافة وقوة الإسلام واستقامة أموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة وقد وجد هذا فيمن اجتمع عليه الناس إلى أن اضطرب أمر بنى أمية ووقعت بينهم الفتنة في زمن الوليد بن يزيد فاتصلت تلك الفتن بينهم إلى أن قامت الدولة العباسية فاستأصلوا أمرهم. قال شيخ الإسلام في فتح الباري: كلام القاضي هذا أحسن ما قيل في هذا الحديث وأرجحه لتأييده بقوله في بعض طرقه الصحيحة كلهم يجتمع عليه الناس والمراد باجتماعهم انقيادهم لبيعته والذي اجتمعوا عليه هم الخلفاء الثلاثة ثم علي إلى أن وقع أمر