إلى الحرب مع قلة الأنصار " أين أبو بكر وعمر؟ " يعني لو كانا خليفة في هذا الزمان لما اضطر زيد إلى ذلك فقال رضي الله عنه هما أقاماني هذا المقام فتوهم بعض من سمع ذلك أن مراده رضي الله عنه أن عدم التبري عنهما صار سبب فقد أنصاره من الشيعة وليس كذلك بل كان مراده أن غصبهما الخلافة عن آبائه عليهم السلام وحملهما الناس على رقاب آل محمد صلى الله عليه وآله أوجب إذلال زيد وسائر أولادهم رضي الله عنهم وجرأة من غصب الخلافة بعدهما من بني أمية على سفك دمائهم وإقامتهم مقام فنائهم وإلا فإنما تركه الشيعة بعد اطلاعهم على عدم رضى إمام زمانهم مولانا الصادق عليه السلام بخروج زيد وأنه منعه عن ذلك وأخبره بأنه لو خرج قتل فكان خروجهم معه معصية وغاية ما يلزم من تسمية هؤلاء الطائفة بالرافضة رفضهم لنصرة زيد لا لنصرة الحق كما زعمه أهل الباطل.
75 - قال: وأخرج الحافظ عمر ابن شبة أن زيدا هذا الإمام الجليل قيل له: إن أبا بكر انتزع من فاطمة فدك فقال إنه كان رحيما فكان يكره أن يغير شيئا ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتته فاطمة رضي الله عنها فقالت له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني فدك فقال هل لك بينة فشهد لها علي وأم أيمن فقال لها فبرجل وامرأة تستحقيها؟ ثم قال زيد والله لو رجع الأمر فيها إلي، لقضيت بقضاء أبي بكر رضي الله عنه انتهى.
أقول لا يخفى ما في هذا الخبر من التناقض الدال على تلاعب زيد رضي الله عنه مع السائل تقية لأنه إذا كان أبو بكر لم يغير شيئا تركه رسول الله صلى الله عليه وآله فقد كان فدك شيئا تركه رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام كما مر ويدل عليه قولها ههنا " أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله فدك " فكان يجب عليه أن لا يغيره ولا يخرجه عن يدها عليه السلام وقوله قال لها هل لك " بينة تذكر