عما لا يطاق إلى الغار لا يسمى نصرة له لغة ولا عرفا وإنما كان يتحقق نصرة أبي بكر له لو حصل منه نصرته في مكة بالغلبة على الكفار وليس فليس، ومن تصدى لإثبات دلالة الآية على النصرة فنحن في صدد الاستفادة،. على أن الحصر المستفاد من قوله " إلا أبا بكر وحده " ممنوع كيف وقد روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد اتخذ عند الفرار إلى الغار ثم منه إلى المدينة عبد الله بن ارقط خادما وعامر بن فهيرة مع شركه دليلا فقد نصره مشرك ومسلم آخر غير أبي بكر كيف يستقيم الحصر.
110 - قال: وأما الأحاديث فهي كثيرة مشهورة وقد مر في الفصل الثالث من الباب الأول منها جملة إذ الأربعة عشر السابقة ثم، الدالة على خلافته وغيرها من رفيع شأنه وقدره غاية في كماله وغرة في فضائله وإفضاله فلذلك بنيت عليها في العد ههنا فقلت: الحديث الخامس عشر: أخرج الشيخان عن عمرو بن العاص أنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ فقال أبوها، فقلت:
ثم من؟ فقال عمر بن الخطاب فعد رجالا. وفي رواية " لست أسألك عن أهلك إنما أسألك عن أصحابك " انتهى.
أقول: قد اقتصرت احترازا عن زيادة تضييع الوقت على التعرض للمشهور والمعتمد من هذه الأحاديث عندهم وتركت غيره الذي صرح هو بضعفه، أو ما وقع به التكرار لسابقه في المعنى، أو لم يكن له دلالة على فضيلة يعتد بها مع تساوي جميعها في الوضع عندنا،. ثم أقول: احتجاج هذا الشيخ الخارجي على الشيعة بما أخرجه الناكث لعهد رسول الله صلى الله عليه وآله، وابنته الغازية المجاهدة في سبيل الجبت والطاغوت حقيق بأن تضحك منه الثكلى بواحدها، اليائسة عن بعلها ومعاهدها،. ومما ينادي على وضع الخبر بأعلى صوت أنه لا يعقل أن يسأل أحد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي الناس أحب إليك فيتبادر