بالتخصيص، وتارة بالتعميم، وتارة بالتأويل، كأنهم مفوضون في وضع الدين، موكلون في تشريع الشرائع لسيد المرسلين، ولم يسمعوا كلام رب العالمين حيث قال " قتل الخراصون، الذين هم في غمرة ساهون، والذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " فما أقل حياءهم وأكثر اعتداءهم.. فأي خير في سلفهم؟ وأي جميل يترقب من خلفهم؟ لا يرحمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.
وأما ما ذكره من " إنه على فرض أنه رواه بلفظه فيتعين تأويله على الآية خاصة،. إلى آخره " ففيه أن دعوى تعين ذلك تحكم بحت لا دليل عليه سوى حفظ حال أبي بكر وأخويه وكذا الكلام في قوله صلى الله عليه وآله " أقضاكم علي " وأما ما ذكره من الإجماع على حقية ولاية أبي بكر فقد مر مرارا الكلام فيه وأنه لم يثبت أصلا وبعد الاغماض عنه ليس كل إجماع قطعيا بل الأكثر من الإجماعات ظني فإثبات قطعية الإجماع على أبي بكر أصعب من خرط القتاد. وأما ما ذكره من " أن مفاد الخبر الواحد ظني لا عبرة به فيها عند الشيعة في الإمامة كما مر " فهب إنه كذلك لكن ما نحن فيه من خبر الغدير متواتر عند الشيعة وكثير من أهل السنة كما سبق بيانه.
61 - قال: ثالثها، سلمنا أنه أولى لكن لا نسلم أن المراد أنه الأولى بالإمامة بل بالاتباع والقرب منه فهو كقوله تعالى " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه " ولا قاطع بل ولا ظاهر على نفي هذا الاحتمال بل هو الواقع إذ هو الذي فهمه أبو بكر وعمر وناهيك بهما من الحديث فإنهما لما سمعاه قالا له أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة أخرجه الدارقطني وأخرج أيضا أنه قيل لعمر إنك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه مولاي انتهى.
أقول: هذا المنع ساقط جدا لأن إرادة الأولى باتباع النبي صلى الله عليه وآله