الخليفة والإمام مع ما يلزم ذلك من تعطيل الأحكام كما مر فتدبر.
36 - قال: الثالث أخرج أحمد والترمذي وحسنه ابن ماجة والحاكم و صححه: عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اقتدوا بالذين من بعد أبي بكر وعمر انتهى.
أقول يتوجه عليه القدح من وجوه أما أولا فلأن في إسناده خللا لأنه يعزي إلى عبد الملك بن عمر عن ربعي بن خداش ثم يرفعونه منهما تارة إلى حذيفة اليماني، وتارة إلى حفصة بنت عمر، فأما عبد الملك فهو من أهل الشام، وإحلاف محاربي أمير المؤمنين عليه السلام، ومن المشهورين بالنصب والعداوة له، ولم يزل يتقرب إلى بني أمية بتوليد الأخبار الكاذبة في أبي بكر وعمر، والطعن على أمير المؤمنين عليه السلام حتى قلدوه القضاء وكان يقبل فيه الرشى ويحكم بالجور والعدوان، وكان متظاهرا بالفجور والعبث بالنساء، وله مع كلثم بنت سريع حيث قاضى بينها وبين أخيها الوليد بن سريع قصة مشهورة مذكورة في كتب الجمهور نقلها صاحب كتاب الأنوار من أصحابنا، طويناها على غرها لضيق المقام ثم إن ربعي بن خداش عند أصحاب الحديث من المعدودين في جملة الروافض المتهمين على أبي بكر وعمر فإضافته إليه مع ما وصفناه ظاهر البطلان وأما روايته عن حفصة بنت عمر فهي من أظهر البراهين على فساده ووجوب سقوطه في الاحتجاج لأن حفصة متهمة فيما روته من فضل أبيها وصاحبه لعداوتها لأمير المؤمنين عليه السلام وتظاهرها ببغضه لهوى أختها عائشة ولما تضمنه من جر النفع إليها وإلى أبيها.
وأما ثانيا فلأنه إن أريد به تخصيص الاقتداء بهما من كل وجه فيلزم نفي إمامة