في هذا المقال، مسلك الابهام والاجمال، حيث قال: " لو كنت مكانه لحكمت بمثل ما حكم به، ولم يقل كنت خليفة أو إماما فما ذكره عليه السلام بمنزلة أن يقول أحد: لو كنت في مكان الشيطان، وما هو فيه من الطغيان، لفعلت مثل ما يفعله من الشرور والعصيان، وحينئذ ليس في كلامه عليه السلام ما يدل على تصويب حكم أبي بكر، وكذا الكلام فيما رواه عن الباقر عليه السلام لأنه وقع السؤال فيه عن ظلم الشيخين ولم يقل عليه السلام في مقام الجواب أنهما " ما ظلمانا " بل قال " ما ظلمنا " والظاهر أنه يكون الضمير المستتر في " ظلمنا " راجعا إلى ما هو الأقرب أعني " منزل الفرقان " وهو حق لا ريب فيه،. هذا إن قرئ لفظ " ظلمنا " بصيغة الماضي المعلوم وإن قرئ بصيغة المجهول فجاز حمل ضمير الجمع فيه على نفسه ع ومن معه من أولاده وأصحابه ومن البين أن أبا بكر وعمر لم يظلماه عليه السلام حقه وإنما ظلما حق جدته وجده عليهما السلام ونظير هذه الروايات ما اشتهر من
(١٥٤)