هذا الأمر وكنا لا ننازعه أهله، ولما قال العباس لعلي عليه السلام امدد يدك أبايعك حتى يقول الناس بايع عم رسول الله صلى الله عليه وآله ابن عمه، ولم يختلف فيك اثنان، ولما قال أبو سفيان يا بني عبد مناف أرضيتم أن يلي عليكم تيم؟ والله لأملئن الوادي خيلا ورجلا، ولما سل الزبير بن العوام سيفه قائلا: أنا لا أرضى بخلافة أبي بكر، ولما قال عمر لأبي عبيدة: أبسط يدك أبايعك، ولما قال أبو بكر: بايعوا عمر أو أبا عبيدة " إلى غير ذلك مما هو مذكور في صحاح أحاديثهم ومعتبرات سيرهم وتواريخهم ثم لا يخفى أن دلالة ما ذكره آخرا من الأحاديث التي لم نذكرها تحرزا عن تضييع الوقت على عدم التنصيص ظاهرة وما ارتكبه لدفع التعارض من التأويلات الباردة، والتوجيهات الكاسدة، مما لا يروج على ذي بصيرة نافذة.
42 - قال: فلزم من ذلك بطلان ما نقله الشيعة وغيرهم من الأكاذيب و سودوا به أوراقهم من نحو خبر " أنت الخليفة بعدي " وخبر " سلموا على علي بإمرة المؤمنين " وغير ذلك مما يأتي إذ لا وجود لما نقلوه فضلا عن اشتهاره كيف وما نقلوه لم يبلغ مبلغ الآحاد المطعون فيها إذ لم يصل علمه لأئمة الحديث المسابرين على التنقيب عنه كما اتصل كثير مما ضعفوه وكيف يجوز في العادة أن ينفرد هؤلاء بعلم صحة تلك الأحاديث؟ إلى آخر ما ذكر. أقول: الشيعة يدعون التواتر المعنوي في بعض ما حكم هذا الشيخ الجاهل بعدم وجوده وساعدهم فيها جمع كثير من نقاد محدثي أهل السنة كالحاكم، وابن جرير الطبري، وابن الأثير الجزري وكفى به حجة وأيضا من شرائط حصول العلم التواتري لسامع الخبر أن لا يكون السامع ممن سبق إلى اعتقاد نفي مخبره بشبهة أو تقليد وألف بالباطل وأكثر أهل السنة أشد تورطا من الكفرة في تقليد الآباء واقتداء آثارهم فكيف