ثبت أنه ص مولاهم من الحديث ومن قوله تعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فقد ظهر أن الحديث خصوصا مع انضمام نزول الآيتين المحفوفتين به كما تضمنه ما ذكرناه سابقا من بعض الطرق المتفق عليها برهان قاطع على إمامة مولانا أمير المؤمنين وأما ما استند به على كونه بمعنى الناصر من قوله " لأنه مشترك بين معاني،. إلى آخره " فهو دليل عليه لا له لظهور أنه إذا كان مشتركا لفظيا لا يجوز حمله على خصوص الناصر أيضا من غير دليل. وأما ما ذكره من " أن تعيين بعض معاني المشترك من غير دليل تحكم " فمدفوع بما سمعت منا سابقا من أنا لا نسلم أنه مشترك لفظي بين المعاني المذكورة كيف وهو خلاف الأصل كما تقرر في الأصول بل هو موضوع لمعنى واحد هو الأولى والمعاني العشرة أقسام له حاصلة حقيقة بإضافتها إليه أما الناصر فلأنه اختص بالنصرة فصار بها أولى من غيره. وأما ابن العم فلأنه إنما سمي مولى لأنه يعقل عن ابن عمه ويحوز ميراثه فكان بذلك أولى من غيره وأما الجار فلأنه أولى بالملاصقة من البعيد وأولى بالشفعة في العقار من غيره. وأما الحليف فلأنه أولى بنصرة حليفه ممن لا حلف بينه وبينه. وأما المعتق فلأنه أولى بنصرة معتقه من غيره. وأما المعتق فلأنه أولى بميراثه ممن لا يعتقه وأما مالك الرق فلأنه أولى بتدبير عبده من غيره. وأما ضامن الجريرة فلأنه ألزم نفسه ما يلزم المعتق فكان بذلك أولى ممن لم. يضمن وأما السيد المطاع فلأنه أولى بالطاعة فاندفع ما أورد من انتقاض التعميم في المعاني المذكورة بامتناع إرادة كل من المعتق والمعتق وذلك لأنا إنما ادعينا تعميم الأولى لا تعميم الأولى بالتصرف كما زعمه وقد عرفت أن تعميم الأولى يتأتى في كل من تلك الأقسام بوجه فتوجه. وأما ما ذكره في العلاوة من " أن كون المولى بمعنى الإمام لم يعهد لغة " فإيراد على مقدمة لم يذكرها الشيعة في استدلالهم
(١٨٣)