إلى الصلاة فيه عادة فهو والناس في القرب والبعد سواء.
38 - قال: الخامس، أخرج الحاكم وصححه عن أنس قال: بعثني بنوا المصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أن أسأله إلى من ندفع صدقاتنا بعدك فأتيته فسألته فقال إلى أبي بكر " ومن لازم دفع الصدقة إليه كونه خليفة إذ هو المتولي قبض الصدقات انتهى.
أقول: لو صح الحديث مع كون أول راويه أنس الذي مر ما فيه من القوادح فإنما يدل على مقصود أولياء أبي بكر أن لو كان المراد بدفع الصدقة إليه بعد النبي صلى الله عليه وآله الدفع على وجه التولية ومن الجائز أن يكون المراد الدفع إليه على وجه كونه مصرفا فإن أبا بكر بعد بذل أمواله في سبيل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله كما زعمه أهل السنة صار فقيرا صعلوكا لم يبق له شئ حتى روى هذا الشيخ الجامد في أواخر ما سيذكر من الفصل الرابع فيما ورد من كلام العرب والصحابة وغيرهم في فضل أبي بكر أنه كان يعمل في السوق ولما بويع أصبح وعلى ساعده أبراد وهو ذاهب إلى السوق فقال له عمر، أين تريد؟ قال السوق، قال: تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين؟
قال فمن أين أطعم عيالي؟ قال انطلق يقرض لك أبو عبيدة إلى آخره وأخرج البخاري " أن بنته أسماء كانت تنقل النوى من أرض الزبير الذي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسها " وهي من منى على ثلثي فرسخ وغاية الأمر أن يستبعد ذلك لظن أن صدقات ذلك القوم ربما كان شيئا كثيرا زيد على استحقاق أبي بكر وأهله وليس بشئ لأن أبا بكر وفقراء أهله أيضا كانوا جمعا كثيرا وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله إن خير الصدقة ما أبقت غنى إن قيل أن دفع الصدقة إلى المصرف بغير إذن