الناس من أسارى بني حنيف من النساء والذراري وسلمهم إلى أزواجهم وآبائهم من بقية سيف أبي بكر تدبر.
53 - قال: السادسة زعموا أن قول عمر " إن بيعة أبي بكر كانت فلتة لكن وقى الله شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه " قادح في حقيتها وجوابها أن هذه من غباواتهم وجهالاتهم، إذ لا دلالة في ذلك لما زعموه لأن معناه أن الإقدام على مثل ذلك من غير مشورة الغير وحصول الاتفاق منه مظنة الفتنة فلا يقدمن أحد على ذلك على أني قدمت عليه فسلمت على خلاف العادة ببركة صحة النية وخوف الفتنة لو حصل توان في هذا الأمر كما مر مبسوطا في فصل المبايعة انتهى.
أقول: حاصل احتجاج الشيعة بذلك أن ضمير " شرها " في قول عمر راجع إلى البيعة فيلزم / توصيف بيعة أبي بكر بالشر وهذا إزراء بجلالة قدره عندهم وكذا في لفظ الفلتة استحقار لها ففي ما ذكره عمر غاية المذمة إذ لا مذمة فوق الوصف بالشر ولقد أنطقه الله بالحق حيث اعترف في بيان المعنى بعدم حصول الاتفاق على خلافة أبي بكر وبهذا ظهر أن الغبي الجاهل هل هو هذا الشيخ المتحجر أو الشيعة؟ وقد مر منا أيضا مفصلا في الفصل الذي ذكره ما هو الفيصل فتذكر.
54 قال: السابعة زعموا أنه ظالم لفاطمة عليها السلام بمنعه إياها من مخلف أبيها وأنه لا دليل له في الخبر الذي رواه " نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة " لأن فيه احتجاجا بخبر الواحد مع معارضته لآية المواريث وفيه ما هو مشهور عند الأصوليين. وزعموا أيضا أن فاطمة عليها السلام معصومة بنص " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وخبر " فاطمة بضعة مني " وهو معصوم فتكون معصومة وحينئذ فيلزم صدق دعواها الإرث وجوابها أما عن