على كفرهم فقاتلهم الله ما أحمقهم وأجهلهم.
أقول: فيه نظر من وجوه أما أولا فلأنه لا دلالة في الآية على ما قصده من خيرية الصحابة المبحوث فيهم كما عرفته ذلك عندما تكلمنا على دلالة حديث خير القرون قرني الحديث وعلى ذلك فما ذكره من كون المشايخ الثلاثة أول داخل في هذا الخطاب أول البحث كما لا يخفى وأما قوله " وكذلك شهد رسول الله الخ " فقد عرفت أيضا هنالك كذب دلالته على الشهادة بما قصده والله يشهد إن المنافقين لكاذبون.
وأما ثانيا فلأن قوله ولا مقام أعظم من مقام قوم ارتضاهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وآله الخ " مردود بأن الله تعالى ما ارتضاهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وآله بل ابتلى نبيه صلى الله عليه وآله بصحبتهم زيادة في ثوابه وتحصيلا لرفع درجاته ولغيرهما من المصالح والحكم على أن صحبة النبي صلى الله عليه وآله إنما ينفع كريم الأصل شريف الذات وأما الخسيس الدني فإنما يزيده فساد الحال والمال كما قال شاعر الشيعة.
* (شعر) * دون شود از قرب بزرگان خراب * جيفه دهد بوى بد از آفتاب وقال شاعر أهل السنة:
* (شعر) * هر كرا ببهبود نبود * ديدن روى نبي سود نبود وأما الآية المذكورة فصريحة في إرادة غيرهم لمكان وصف الأشداء على الكفار