وعن علي كرم الله وجهه لأرجو أن أكون وعثمان وطلحة والزبير منهم " انتهى فمع توجه ما أريناكه من أقسام الاختلال على ذلك الاستدلال كيف يعقل إسناده إلى الإمام المؤيد المعصوم عليه السلام بل يمنع عن إسناده إليه عليه السلام أيضا قوله " ففيمن نزلت إلا فيهم؟ " فإنه يدل على أنه لم يكن في طوائف الأصحاب وآحادهم من يصلح نزول الآية المذكورة فيهم مع أن نظير هذه الآية قد ورد في شأن الأوس والخزرج من الأنصار الذين كان بينهم في الجاهلية من الغل والاغتيال، ما لا يخفى على متتبع الأحوال، فهذه العبارة التي لا يرضى بها الفصيح تدل أيضا على أنه موضوع عليه السلام. وأما ما نسبه في الرواية الأخرى إليه عليه السلام من أنه قال " من شك في أبي بكر وعمر فقد شك في السنة " فلا نشك في صدقه لأن السنة التي نسب أهل السنة أنفسهم إليها إنما هي سنة أبي بكر وعمر بل سنة معاوية في سبه عليا عليه السلام لا سنة النبي صلى الله عليه وآله كما أوضحناه في موضعه فيكون متفرعا على يقين صحة خلافتهما ولا ريب أن الشك في الأصل موجب للشك في الفرع، فتدبر.
83 - قال: وأخرج عن أبي جعفر أيضا عن أبيه علي بن الحسين رضي الله عنهم أنه قال لجماعة خاضوا في أبي بكر وعمر ثم في عثمان،. ألا تخبروني أنتم المهاجرون الأولون أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون؟ قالوا لا، قال فأنتم الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم، يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون؟
قالوا لا، قال أما أنتم فقد برئتم أن تكونوا في أحد هذين الفريقين وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل فيهم: " والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا