فمدفوع بأنه لا كلام في جلالة ابن عباس رضي الله عنه لكن الكلام في رداءة الراوي عنه المتهم بإباحته للوضع على أفضل من ابن عباس لنصرة مذهبه كابن أبي حاتم أو غيره من الوسائط المذكورة في الإسناد هذا وقد أفاد بعض أجلة مشايخنا قدس سره أن الله سبحانه لم ينزل السكينة على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في موطن كان معه فيه أحد من أهل الإيمان إلا عمهم بنزول السكينة وشملهم بذلك كما في قوله تعالى " ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين " ولما لم يكن مع النبي صلى الله عليه وآله في الغار إلا أبو بكر أفرد الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالسكينة وأيده بجنود لم تروها فلو كان الرجل مؤمنا يجري مجرى المؤمنين في عموم السكينة لهم ولولا أنه أحدث بحزنه في الغار منكرا لأجله توجه النهي إليه عن استدامته لما حرمه الله تعالى من السكينة ما تفضل به على غيره من المؤمنين الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المواطن على ما جاء في القرآن، ونطق به محكم الذكر بالبيان وهذا ما أبين لمن تأمله إن شاء الله وقد ألفنا قبل ذلك في تحقيق هذه الآية الكريمة رسالة شريفة قد تعرضنا فيها لتشكيكات فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير لم نغادر فيها صغيرا ولا كبيرا ينفعك إليها المصير والله سبحانه نعم المولى ونعم النصير.
100 - قال: الآية الرابعة قوله تعالى " والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون " أخرج البزار وابن عساكر أن عليا قال في تفسيرها: الذي جاء. بالحق هو محمد صلى الله عليه وسلم، والذي صدق به أبو بكر. قال ابن عساكر: هكذا الرواية بالحق ولعلها قراءة لعلي انتهى.
أقول: قد نقل صاحب كشف الغمة عن الحافظ أبي بكر موسى بن مردويه