والقرب منه في هذه الآية مما يأبى عنه تقييد الأولى فيها بالأنفس وذلك لأنه لا معنى للأولوية من الناس بنفس الناس إلا الأولوية في التصرف فقياس ما نحن فيه على قوله تعالى " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه " قياس مع الفارق وهو باطل اتفاقا وأما ما ترقى عنه بقوله " بل هو الواقع إذ هو الذي فهمه أبو بكر وعمر،. إلى آخره " فهو بالإضراب والإعراض عنه أولى إذ الظاهر أن هذا الفهم إنما وقع من أوليائهما نيابة عنهما بعد خراب البصرة كما وقع إثباتهم لشجاعة أبي بكر بنيابة خالد بن الوليد له كما ذكره هذا الشيخ الجامد سابقا وإلا فالمتواتر المشهور عند الجمهور المذكور في مسند أحمد بن حنبل مرفوعا بسنده إلى البراء بن عازب أنه قال عمر في ذلك اليوم تهنئة له عليه السلام على الولاية " بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة " ويؤيده ما نقل هذا الشيخ المبهوت بعيد ذلك من إخراج بعضهم أنه قال عمر " إن عليا مولاي " فتدبر على أن فيما رواه عن أبي بكر وعمر من " أنهما قالا له أمسيت، إلى آخره " دليل على علو شأنه وسمو مكانه بالنسبة إلى جميع المؤمنين والمؤمنات وهذا أيضا دليل على إمامته إن لم يتشبث الناصبي السمج المهزول، بجواز تفضيل المفضول، الذي قد سبق أنه من أسخف الفضول، الشاهد على قائله بأنه عن الرأي لمعزول.
62 - قال: رابعها، سلمنا أنه أولى بالإمامة فالمراد المال وإلا كان هو الإمام مع وجوده صلى الله عليه وسلم ولا تعرض فيه لوقت المال فكان المراد حين يوجد عقد البيعة له فلا ينافي حينئذ تقديم الثلاثة عليه لانعقاد الإجماع حتى من علي عليه كما مر وللأخبار السابقة المصرحة بإمامة أبي بكر وأيضا فلا يلزم من أفضلية علي على معتقدهم بطلان تولية غيره لما مر من أن أهل السنة أجمعوا على صحة إمامة المفضول مع وجود الفاضل بدليل