وقوله رضي الله عنه " لأنه كان أفضل إسلاما حين أسلم " لا يصلح وجها له إلا تهكما واستهزاء لأن غاية ما يدل عليه أفضلية إسلام أبي بكر حين إسلامه على ما بعده من الأحيان وليس في ذلك دلالة على فضيلة يستحق بها الخلافة بل يدل على سوء عاقبته بمخالفته رسول صلى الله عليه وآله في ذلك ونحوه بعد حين فتأمل.
77 - قال: وأخرج الدارقطني عن سالم بن أبي حفصة وهو شيعي لكنه ثقة قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي وجعفر بن محمد عن الشيخين فقالا: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى انتهى.
أقول: وثاقة سالم هذا غير مسلمة بل هو معتل أجوف غير سالم عن القدح، لأنه كان زيديا بتريا سمي هو وأصحابه بذلك من قول زيد رضي الله عنه لهم " بتركم الله " على ما فصل في كتب رجال أصحابنا الإمامية أيدهم الله تعالى وقد لعنه مولانا الصادق عليه السلام وكذبه وكفره وقس على هذا سائر الأخبار المنقولة عنه لعنه الله.
78 قال: وأخرج عنه أيضا قال دخلت على أبي جعفر وفي رواية على جعفر بن محمد فقال وأراه قال ذلك من أجلي: اللهم إني أتولى أبا بكر وعمر وأحبهما، اللهم إن كان في نفسي غير هذا فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة انتهى.
أقول: الظاهر أن ضمير ذلك في قول سالم الراوي " وأراه قال ذلك لأجلي " إشارة إلى ما ذكره بعد ذلك من قول الإمام عليه السلام " اللهم إني أتولى أبا بكر،. إلى آخره " فقوله " قال ذلك من أجلي " أي لأجل خاطري صريح في أنه فهم منه عليه السلام أعمال التقية معه في ذلك فكيف يستدل به الشيخ الجاهل الذاهل على مطلوبه ثم الأولى بهم نسبة هذا الخبر الموضوع لهم إلى أبي جعفر عليه السلام دون جعفر عليه السلام لأنه لا يوافق الحديث المنقول عنه سابقا الذي ترك فيه رجاء شفاعة النبي صلى الله