أعطى غيرهما قليلا تقليلا لملامة الناس إياه. وأما ما ذكره في العلاوة الثانية من " أن عليا ع كان يفعله إلى آخره " ففيه ما مر من أن الخلافة ما وصلت إليه عليه السلام إلا بالاسم دون المعنى،. وقد كان عليه السلام معارضا منازعا منغصا طول أيام ولايته وكيف يأمن في ولايته الخلاف على المتقدمين عليه وجل من بايعه وجمهورهم شيعة أعدائه ومن يرى أنهم مضوا على أعدل الأمور وأفضلها وأن غاية أمر من بعدهم أن يتبع آثارهم ويقتفي طرائقهم. وما العجب من ترك أمير المؤمنين عليه السلام ما ترك من إظهاره بعض مذاهبه التي كان الجمهور يخالفه فيها وإنما العجب من إظهاره شيئا من ذلك مع ما كان عليه من إشراف الفتنة وخوف الفرقة وقد كان عليه السلام يجهر في كل مقام لقومه بما عليه من فقد التمكن وتقاعد الأنصار وتخاذل الأعوان بما أن ذكر لطال به الكلام وهو عليه السلام القائل وقد استأذنه قضاته فقالوا: بماذا نقضي يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السلام لهم: اقضوا بما كنتم تقضون حتى تكون الناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي يعني عليه السلام من تقدم موته من أصحابه والمخلصين من شيعته الذين قبضهم الله تعالى وهم على أحوال التقية والتمسك باطنا بما أوجب الله تعالى عليهم التمسك به وهذا واضح فيما قصدناه. وأما ما ذكره في العلاوة الثالثة من " أن عليا رضي الله عنه لم يكن معتقدا أنه يورث وأن الشيخين ظلماه " فيعارضه مرافعته عليه السلام مع العباس إلى أبي بكر في طلب ميراث النبي صلى الله عليه وآله كما رواه هذا الشيخ الناسي في كتابه هذا وما رواه مسلم في صحيحه من أنه " قال عمر للعباس وعلي: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئتما أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال: أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركناه صدقة فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم
(١٦٣)