عليه وآله أو الباري سبحانه في تعيين الإمام عن التصريح بالخلافة والإمامة إلى التصريح بما يراد فهما من أولوية التصرف كان جائزا بطريق أولى لأن مسألة الإمامة عندنا عقلية لما ارتكز في عقل العقلاء من أنه يجب بعد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وجود إمام لا يجوز عليه الخطأ للأدلة التي كشف كتاب التجريد عنها الغطاء فتدبر. وأما ما نقله عن الذهبي الناصبي ذهب الله بنوره فأول ما فيه أنه لم يرض بمجرد الكذب حتى رفعه إلى علي عليه السلام على أن في المنقول من قوله " وإن تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين " دلالة صريحة على علمه صلى الله عليه وآله بأن القوم ينحرفون بعد وفاته عن علي عليه السلام ولا يرضون بإمامته ويؤيد ذلك ما رواه ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب بإسناده قال: " قال رسول صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: إن الأمة سيغدر بك " وما رواه موسى بن مردويه الحافظ من الجمهور بإسناده إلى ابن عباس قال " خرجت أنا والنبي صلى الله عليه وآله فرأينا حديقة فقال علي عليه السلام: ما أحسن هذه يا رسول الله... فقال حديقتك في الجنة أحسن منها ثم مررنا بحديقة فقال: علي عليه السلام ما أحسن هذه يا رسول الله " صلى الله عليه وآله " قال حتى مررنا بسبع حدايق فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام حدائقك في الجنة أحسن منها ثم ضرب على رأسه ولحيته وبكى حتى علا بكاؤه فقال علي عليه السلام: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني ". وما رواه هذا الشيخ الجامد في الباب الثاني فيما جاء عن أكابر أهل البيت في الثناء على الشيخين مما يدل على أن بني تميم وبني عدي كانا أعداء بني هاشم في الجاهلية وما ذكر في أول الخاتمة عقدها لبيان ما أخبر به صلى الله عليه وآله مما حصل على آله من البلاء والقتل من قوله صلى الله عليه وآله " إن أهل بيتي سيلقون بعدي من أمتي قتلا وتشريدا وإن أشد قوم لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو
(١٩٨)