لأن أسلوب الحديثين وسوقهما بعد تكلف التقدير المذكور يقتضي وجوه مناسبة في الموضعين أعني لسيد الكهول مع الكهول في الكهول، ولسيد الشباب مع الشباب في الشباب، ولم يكن الحسن والحسين عليهما السلام شابين عند الوفاة حتى يقال: هما سيدا الشباب الذين يدخلون الجنة وأبو بكر وعمر سيدا الكهول الذين يدخلون الجنة فيلزم التعارض قطعا. وقال العاقولي في شرحه للمصابيح في تفسير حديث السبطين (ع) أنه لم يرد به سن الشباب لأنهما (ع) ماتا وقد كهلا بل ما يفعله الشباب من المروءة كما يقال:
فلان فتى وإن كان شيخا إذا كان ذا مروءة وفتوة انتهى فعلى هذا التفسير المجمع عليه يكونان هما سيدي الشباب والكهول وسيدي أبي بكر وعمر، إن كان لهما فتوة ومروءة وفيه تكذيب صريح لحديث " سيدا كهول أهل الجنة " فتدبر.
127 - قال: الباب الرابع في خلافة عمر، إنا لا نحتاج في هذا إلى قيام البرهان على حقية خلافة عمر لما هو معلوم عند كل ذي عقل وفهم أنه يلزم من حقية خلافة أبي بكر حقية خلافة عمر فكيف وقد قام الإجماع ونصوص الكتاب والسنة على حقية خلافة أبي بكر.
أقول: لقد أبطلنا بتوفيق الله تعالى ومنه جميع ما ذكره في حقية خلافة أبي بكر من الأدلة القاصرة، والتحكمات الفاجرة، الناشئة عن سوء المصادرة، وأثبتنا بطلان خلافته بتشييد أركان دلائل الشيعة على غصبه لها بخلافته فقد كفانا ذلك مؤنة الكلام في إبطال خلافة عمر وتضييع الوقت فيه، لأن بطلان الأول يستلزم بطلان الثاني، وكذا الكلام في خلافة عثمان، والله المستعان في كل الأمور * تم الكتاب * تم طبع الكتاب بعون الله الملك الوهاب في عاشر ربيع الأول من هذه السنة 1367 الهجرية القمرية مطابقا لهذا التاريخ " 1 / 11 / 1326 " من السنة الهجرية الشمسية